ومثل سمعك يدعوه إلى كرم، # قول تشيعه أنفاس مكروب
سبى فناؤك آمالا لطينتها، # سبي الأزمة أعناق المصاعيب (1)
يا خير من قال بلغ خير مستمع # عني وحسبك من وصف وتلقيب
لولاك يا ملك الأملاك سال بنا # من النوائب عراص الشآبيب (2)
زجرت عنا الليالي، وهي رابضة # تقرو بأنيابها عقر المخاليب (3)
أرعيتنا الكلأ الممطور ننشطه # نشط الخمائل بعد المربع الموبي (4)
فكنت كالغيث مس المحل ريقه # فهذب الأرض منه أي تهذيب (5)
هذا أتى قائلا، والصدق ينصره، # أقال عنقي وكان السيف يغري بي
صدقت ظن العلى فيه، وحاسده # يعطي الحقائق أطراف الأكاذيب
تركته زاهدا في العيش منقطعا # عن القرائن منا والأصاحيب (6)
وكان بالحرب يلقى من ينافره، # فصار يلقى الأعادي بالمحاريب (7)
ما قلت ما كان صرف الدهر أدبه، # بلى قديما، وهذا فضل تأديب
الحمد لله لا أشكو إلى أحد، # قل الوفاء من الشبان والشيب
هيأت مجدك يستوفي الزمان به # عزما حساما، ورأيا غير مغلوب
ولا صبرت على ذل ومنقصة، # ولا حذرت على عذل وتأنيب
صفحہ 65