مجلجلة كأن بها أواما # إلى وقع الصوارم أو جوادا (1)
يسامحها القياد إلى المعالي، # وعند الضيم يمطلها القيادا
ومن للحرب ينضح ذفرييها، # ويعركها جلادا أو طرادا (2)
يبدل من دم الأعداء فيها # لصارمه الحمائل والعمادا
هوى قمر الأنام، وكان أوفى # على قمر التمام على وزادا
فقل للقلب: لبك والتعزي، # وقل للعين: جفنك والرقادا
مصائب لا أنادي الصبر فيها، # ولا أدعى إليه، ولا أنادى
أللعينين قد قذيا بكاء، # أم الجنبين قد قلقا وسادا
كأن الوسم شعشع فيه قين # بجذوته علطت به الفؤادا (3)
من القوم الأولى ملئوا الليالي # إلى أصبارها كرما وآدا (4)
ورسوا في فواغر كل خطب # صدور البيض والزرق الحدادا (5)
إذا صاب الحيا ببلاد ضيم # جلوا عنهن، وانتجعوا بلادا
هم الجبل المطل على الأعادي # إذا رجم الزمان به، ورادا
لهم حسب، إذا نقيت عنه، # تضرم جمرة، وورى زنادا
لهم أنف يذب الضيم عنهم، # ورأي يفرج الكرب الشدادا
وأيمان، إذا مطرت عطاء، # حسبت الناس كلهم جوادا
ترى رأي الفتى فيهم مطاعا، # وقول المرء منهم مستعادا
وقد بلغوا من العلياء أقصى # ذوائبها، وما بلغوا المرادا
أشت جميعهم صرف الليالي، # ولا يبقي الجميع، ولا الفرادا
مصابك لم يدع قلبا ضنينا # بغلته، ولا عينا جمادا
صفحہ 350