فأقاما. ومضى الهذيل، فأتى زفر فقال: ما صنعت؟ والله لئن ظفر بهذه العصابة إنه لعار عليك، وإن ظفروا إنه لأشد! قال زفر: فاحبس علىّ القوم. فقام زفر في أصحابه خطيبًا، فحرضهم وحشدهم - أي جمعهم - وعرفهم ما ذهب منهم من عمير وسؤدده وبمكان عمير فيهم. ثم شخص، واستخلص عليهم أخاه أوس بن الحارث، فسار حتى انتهى إلى الثرثار فدفنوا أصحابهم، ثم وجه زفر بن الحارث يزيد بن حمران - من قيس، من أصحاب زفر - في خيل، فانتهى إلى بني فدوكس، فقتل رجالهم، واستباح أموالهم، فلم يبق في ذلك الحواء غير امرأة واحدة، يقال لها حميدة بنت امرئ القيس، عاذت بابن حمران، فأعاذها، وبعث الهذيل إلى بني كعب بن زهير - من بني تغلب - فقتل فيهم قتلًا ذريعًا وبعث مسلم بن ربيعة إلى ناحية أخرى، فأسرع في القتل وبلغ ذلك تغلب والنمر، فارتحلت تريد عبور دجلة، فلحقهم زفر بن الحارث بالكحيل - وهو نهر أسفل من الموصل مع المغرب - فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وترجل أصحاب زفر أجمعون. وبقى زفر على بغل له، فقتلوهم ليلتهم، وبقروا ما وجدوا من النساء، وذكروا أن من غرق في دجلة أكثر ممن
1 / 54