في كنيستهم، وأنهم لا يحلون له الصلاة فيها فقال: أمهلوني إلى غد. فاستشار في ذلك، فقيل له: هذه كنائس في الجانب المأخوذ عنوة، فادعهم إلى بناء الكنيسة كما كانت، واهدم تلك الكنائس فابنها مساجد. فلما أتوه، عرض هذا عليهم، وقال لهم: نحن نهدم الكنائس التي أخذناها عنوة، ونعيد هذا المسجد كنيسة كما كان. قالوا: لا، ولكنا نصفح عن المسجد، ونحل الصلاة فيه، واتركوا لنا كنائسنا، ففعل، فقال جرير:
١ حيِّ الديار بعاقل فالأنعم ... كالوحي في رقّ الزَّبور المعجم
عاقل: واد لبني أبان بن دارم. والأنعم: بالعالية. يقال أعجمت الكتاب أعجمه: إذا نقطته.
٢ طلل تجرُّ به الرياح سواريا ... والمدجنات من السِّماك المرزم
أبو عبد الله: المرزم، ويروى: المرزم. السواري: التي تأتيها ليلًا، والمدجنات: الأسمية المواطر، وهي جماعة سماء. يريد ما أمطر بنوء السِّماك، والمرزم مرزم السماك: وهو منزل القمر، والمرزم: الكثير الرعد.
٣ عفَّى المنازل كلُّ جون ماطر ... وكل معصفة حصاها يرتمي
1 / 67