البحر : بسيط تام ( أتعرف الدار أم لا تعرف الطللا
أجل فهيجت الأحزان والوجلا
وقد أراني بها في عيشة عجب
والدهر بينا له حال إذ انفتلا
ألهو بواضحة الخدين طيبة
بعد المنام إذا ما سرها ابتذلا
ليست تزال إليها نفس صاحبها
ظمأى فلو رابت من قلبه الغللا
كشارب الخمر لا تشفى لذاذته
ولو يطالع حتى يكثر العللا
حتى تصرم لذات الشباب وما
من الحياة بذا الدهر الذي نسلا
وراعهن بوجهي بعد جدته
شيب تفشغ في الصدغين فاشتعلا
وسار غرب شبابي بعد جدته
كانما كان ضيفا حف فارتحلا
فكم ترى من قوي فك قوته
طول الزمان وسيفا صارما نحلا
إن ابن آدم يرجو ما وراء غد
ودون ذلك غيل يعتقي الأملا
صفحہ 1
لو كان يعتق حيا من منيته
تحرز وحذار أحرز الوعلا
الأعصم الصدع الوحشي في شغف
دون السماء نياف يفرع الجبلا
يبيت يحفر وجه الأرض مجتنحا
إذا اطمأن قليلا قام فانتقلا
أو طائرا من عتاق الطير مسكنه
مصاعب الأرض والأشراف قد عقلا
يكاد يقطع صعدا غير مكترث
إلى السماء ولولا بعدها فعلا
وليس ينزل إلا فوق شاهقة
جنح الظلام ولولا الليل ما نزلا
فذاك من أحذر الأشياء لو وألت
نفس من الموت والآفات أن يئلا
فصرم الهم إذ ولى بناحية
عيرانة لا تشكى الأصر والعملا
من اللواتي إذا استقبلن مهمهة
نجين من هولها الركبان والقفلا
من فرها يرها من جانب سدسا
وجانب نابها لم يعد أن بزلا
صفحہ 2
حرف تشذر عن ريان منغمس
مستحقب رزأته رحمها الجملا
أوكت عليه مضيقا من عواهنها
كما تضمن كشح الحرة الحبلا
كأنها وهي تحت الرحل لاهية
إذا المطي على أنقائه ذملا
جونية من قطا الصوان مسكنها
جفاجف تنبت القفعاء والبقلا
باضت بحزم سبيع أو بمرفضه
ذي الشيح حيث تلاقى التلع فانسحلا
تروي لأزغب صيفي مهلكة
إذا تكمش أولاد القطا خذلا
تنوش من صوة الأنهار يطعمه
من التهاويل والزباد ما أكلا
تضمه لجناحيها وجؤجؤها
ضم الفتاة الصبي المغيل الصغلا
تستورد السر أحيانا إذا ظمئت
والضحل أسفل من جرزاته الغللا
تحسرت عقة عنه فأنسلها
واجتاب أخرى جديدا بعدما ابتقلا
صفحہ 3
مولع بسواد في أسافله
منه احتذى وبلون مثله اكتحلا
صفحہ 4
البحر : طويل
جمعت اللواتي يحمد الله عبده
عليهن فليهنىء لك الخير واسلم
فأولهن البر والبر غالب
وما بك من غيب السرائر يعلم
وثانية كانت من الله نعمة
على المسلمين إذ ولي خير منعم
وثالثة أن ليس فيك هوادة
لمن رام ظلما ، أو سعى سعي مجرم
ورابعة أن لا تزال مع التقى
تخب بميمون من الأمر مبرم
وخامسة في الحكم أنك تنصف
الضعيف ، وما من علم الله كالعمي
وسادسة أن الذي هو ربنا
اصطفاك فمن يتبعك لا يتندم
وسابعة أن المكارم كلها
سبقت إليها كل ساع وملجم
وثامنة في منصب الناس أنه
سما بك منهم معظم فوق معظم
وتاسعة أن البرية كلها
يعدون سيبا من إمام متمم
صفحہ 5
وعاشرة أن الحلوم توابع
لحلمك في فصل من القول محكم
صفحہ 6
البحر : كامل تام
عرف الديار توهما فاعتادها
من بعد ما درس البلى أبلادها
إلا رواسي كلهن قد اصطلى
جمرا واشعل أهلها إيقادها
بشبيكة الحور التي غربيها
فقدت رسوم حياضها ورادها
كانت رواحل للقدور فعريت
منهن واستلب الزمان رمادها
وتنكرت كل التنكر بعدنا
والأرض تعرف بعلها وجمادها
ولرب واضحة الجبين خريدة
بيضاء قد ضربت بها أوتادها
تصطاد بهجتها المعلل بالصبا
عرضا فتقصده ولن يصطادها
كالظبية البكر الفريدة ترتعي
من أرضها قفاتها وعهادها
خضبت بها عقد البراق جبينها
من عركها علجانها وعرادها
كالزين في وجه العروس تبذلت
بعد الحياء فلاعبت أرآدها
صفحہ 7
تزجي أغن كأن إبرة روقه
قلم أصاب من الدواة مدادها
ركبت به من عالج متحيرا
قفرا تربب وحشها أولادها
فترى محانيه التي تسق الثرى
والهبر يونق نبتها روادها
بمجر مرتجز الرواعد بعجت
غر السحاب به الثقال مزادها
بانت سعاد وأخلفت ميعادها
وتباعدت عنا لتمنع زادها
إني إذا ما لم تصلني خلتي
وتباعدت عني اغتفرت بعادها
وإذا القرينة لم تزل في نجدة
من ضغنها سئم القرين قيادها
إما ترى شيبي تفشغ لمتي
حتى علا وضح يلوح سوادها
فلقد ثنيت يد الفتاة وسادة
لي جاعلا يسرى يدي وسادها
ولقد أصبت من المعيشة لذة
ولقيت من شظف الخطوب شدادها
صفحہ 8
وعمرت حتى لست أسأل عالما
عن حرف واحدة لكي أزدادها
وأصاحب الجيش العرمرم فارسا
في الخيل أشهد كرها وطرادها
وقصيدة قد بت أجمع بينها
حتى أقوم ميلها وسنادها
نظر المثقف في كعوب قناته
حتى يقيم ثقافه منآدها
فسترت عيب معيشتي بتكرم
وأتيت في سعة النعيم سدادها
وعلمت حتى ما أسائل عالما
عن علم واحدة لكي أزدادها
صلى الإله على امرىء ودعته
وأتم نعمته عليه وزادها
وإذا الربيع تتابعت أنواؤه
فسقى خناصرة الأحص فجادها
نزل الوليد بها فكان لأهلها
غيثا أغاث أنيسها وبلادها
ولقد أراد الله إذ ولاكها
من أمة إصلاحها ورشادها
صفحہ 9
وعمرت أرض المسلمين فأقبلت
ونفيت عنها من يريد فسادها
وأصبت في بلد العدو مصيبة
بلغت أقاصي غورها ونجادها
ظفرا ونصرا ما تناول مثله
أحد من الخلفاء كان أرادها
وإذا نشرت له الثناء وجدته
جمع المكارم طرفها وتلادها
أو ماترى أن البرية كلها
ألقت خزائمها إليه فقادها
غلب المساميح الوليد سماحة
وكفى قريش المعضلات وسادها
تأتيه أسلاب الأعزة عنوة
قسرا ويجمع للحروب عتادها
وإذا رأى نار العدو تضرمت
سامى جماعة أهلها فاقتادها
بعرمرم - تبدو الروابي - ذي وعى
كالحرة احتمل الضحى أطوادها
أطفأت نارا للحروب وأوقدت
نار قدحت براحتيك زنادها
صفحہ 10
فبدت بصيرتها لمن يبغي الهدى
وأصاب حر شديدها حسادها
وإذا غدا يوما بنفحة نائل
عرضت له الغد مثلها فأعادها
وإذا عدت خيل تبادر غاية
فالسابق الجالي يقود جيادها
صفحہ 11
البحر : كامل تام
ما هاج شوقك من مغاني دمنة
ومنازل شغف الفؤاد بلاها
جيداء يطويها الضجيع بصلبها
طي المحالة لين متناها
دار لصفراء التي لا تنتهي
عن ذكرها أبدا ولا تنساها
لو يستطيع ضجيعها لأحبها
في الجوف منه يشمها وحشاها
صادتك أخت بني لؤي إذ رمت
وأصاب سهمك إذ رميت سواها
وأعارها الحدثان منك مودة
وأعير غيرك ودها وهواها
تلك الظلامة قد علمت فليتها
إذ كنت مكتهلا تلم نواها
بيضاء تستلب الرجال عقولهم
عظمت روادفها ودق حشاها
وكأن طعم الزنجبيل ولذة
صهباء ساك بها المسحر فاها
يا شوق ما بك يوم بان حدوجهم
من ذي المويقع غدوة فرآها
صفحہ 12
وكأن نخلا في مطيطة ثاويا
بالكمع بين قرارها وحجاها
وعلى الجمال إذا ونين لسائق
أنزلن آخر رائحا فحداها
من بين مختضع وآخر مشيه
رفل إذا رفعت عليه عصاها
من بين بكر كالمهاة وكاعب
شفع النعيم شبابها فعراها
لا مكثر عيش ولا ابن وليدة
بادي المروءة تستبيح حماها
وجعلن محمل ذي السلاح تحية
عن ذي اليتيمة وافترشن لواها
أصعدن في وادي أثيدة بعدما
عسف الخميلة واحزأل صواها
قرية حبك المقيظ وأهلها
بحشى مآب ترى قصور قراها
واحتل أهلك ذا القتود وغربا
فالصحصحان فأين منك نواها
فإذا تحير في الفؤاد خيالها
شرق الشؤون بعبرة فبكاها
صفحہ 13
أفلا تناساها بذات براية
عنس تجل إذا السفار براها
تطوي الفلاة إذا الإكام توقدت
طي الخنيف بوشك رجع خطاها
وتشول خشية ذي اليمين بمسبل
وحف إذا صحب الذئاب حماها
متذيل لون المناضل فوقه
عجب أصم يسل خور صلاها
نخست به عجز كأن مجالها
درج سليمان القديم بناها
بنيت على كرش كأن حرودها
مقط مطواة أمر قواها
في مجفر حابي الضلوع كأنه
بئر يجيب الناطقين رجاها
ويقود ناهضها مجامع صلبها
قودا وتبتدر النجاء يداها
وتسوق رجلاها توالى خلفها
طردا وتلتطس الحصى بعجاها
فغدت وأصبح في المعرس ثاويا
كالخرق ملتفعا عليه سلاها
صفحہ 14
وبها مناخ قلما نزلت به
ومصمعات من بنات معاها
سود توائم من بقية حسوها
قذفت بهن الأرض غب سراها
وكأن مضطجع امرىء أغنى به
لقرار عين بعد طول كراها
حتى إذا انقشعت ضبابة نومه
عنه وكانت حاجة فقضاها
أهوى فعصب رأسه بعمامة
دسماء لم يك حين نام طواها
ثم اتلأب إلى زمام مناخة
كبداء شد بنسعتيه مشاها
حتى إذا يئست وأسحق حالق
ورأت بقية فشجاها
وغدت تنازعه الجديل كأنها
بيدانة أكل السباع طلاها
قلقت وعارضها حصان حائص
صحل الصهيل وأدبرت فتلاها
يتعاوران من الغبار ملاءة
بيضاء مخملة هما نسجاها
صفحہ 15
تطوى إذا علوا مكانا جاسيا
وإذا السنابك أسهلت نشراها
فألح واعتزمت عليه بشأوها
شرفين ثمت ردها فثناها
بسرارة حفش الربيع غثاءها
حواء يزدرع الغمير ثراها
فتصيفاها يصحبان كلاهما
لثرا الجحافل من وكيف ؟ يداها
حتى اصطلى وهج المقيظ وخانه
أبقى مشاربه وشاب عثاها
ونوى القيام على الصوى فتذكرا
ماء المناظر قلبها فأضاها
فأرن تارتها إذا عرضت له
بيداء ذات مخارم عسفاها
حتى تأوب ماء عين زغرب
يبغي الضفادع في نقيع صراها
صفحہ 16
البحر : كامل تام
لمن المنازل أقفرت بغباء
لو شئت هيجت الغداة بكائي
فالغمر غمر بني جذيمة قد ترى
مأهولة فخلت من الأحياء
لولا التجلد والتعزي إنه
لا قوم إلا عقرهم لفناء
ناديت أصحابي الذين توجهوا
ودعوت أخرس ما يجيب دعائي
وإذا نظرت إلى أميري زادني
ضنا به نظري إلى الأمراء
تسمو العيون إليه حين يرونه
كالبدر فرج بهمة الظلماء
والأصل ينبت فرعه متأثلا
والكف ليس بنانها بسواء
بل ما رأيت جبال أرض تستوي
فيما غشيت ولا نجوم سماء
والقوم أشباه وبين حلومهم
بون كذاك تفاضل الأشياء
والبرق منه وابل متتابع
جود وآخر ما يبض بماء
صفحہ 17
والمرء يورث مجده أبناءه
ويموت آخر وهو في الأحياء
والدهر يفرق بين كل جماعة
ويلف بين تباعد وتناء
صفحہ 18
البحر : خفيف تام
كلما ردنا شطا عن هواها
شطنت دار ميعة حقباء
بعراب إلى الإلاهة حتى
تبعت أمهاتها الأطلاء
ردني النجم واستقلت وحارت
كل يوم عشية شهباء
فترددن بالسماوة حتى
كذبتهن غدرها والنهاء
ويكر العبدان بالمحلب الأجنف م
فيها حتى يمج السقاء
يحسب الناظرون ما لم يفروا
أنها جلة وهن فتاء
لو ثوى لا يريمها ألف حول
لم يطل عندها عليه الثواء
أهواها يشفه أم أعيرت
منظرا فوق ما أعير النساء
صفحہ 19
البحر : خفيف تام
قد حباني الوليد يوم أسيس
بعشار فيها غنى وبهاء
صفحہ 20