على عامرٍ سلامٌ وحمدٌ [الخفيف]
ذهب الطوسي إلى أنه قال هه القصيدة حين ارتحلت بنو جعفر فنزلت بلاد بني الحارث بن كعب، ولعلّها تصوّر أساه على فراق بني جعفر للجزيرة حين خرجوا في الفتوحات الإسلامية:
إنَّما يَحْفَظُ التُّقَى الأبْرارُ ... وإلى اللهِ يَستَقِرُّ القَرارُ
وإلى اللهِ تُرجَعُونَ وعِنْدَ ... اللهِ وِرْدُ الأمُورِ والإصْدارُ
كُلَّ شيءٍ أحصَى كِتابًا وعِلْمًَا ... ولديهِ تجلّتِ الأسْرارُ
يومَ أرزاقُ مَنْ يفضِّلُ عمٌّ ... مُوسَقَاتٌ وحُفَّلٌ أبْكَارُ (١)
فاخِراتٌ ضُروعُها في ذُراها ... وأنَاضَ العَيْدانُ والجَبّارُ (٢)
يَوْمَ لا يُدخِلُ المُدارِسَ في الرَّحـ ... ـمَة ِ إلَاّ بَراءَة ٌ واعتِذارُ (٣)
وحِسَانٌ أعدَّهُنَّ لأشْهَا ... دٍ وَغفْرُ الّذي هُوَ الغَفّارُ (٤)
وَمَقامٌ أكْرِمْ بهِ مِنْ مَقَامٍ ... وهَوادٍ وسُنَّة ٌ ومَشَارُ (٥)
إنْ يكنْ في الحَياةِ خَيرٌ فقد أُنْـ ... ـظِرْتُ لوْ كانَ يَنْفَعُ الإنْظَارُ
عِشْتُ دَهْرًا ولا يَدومُ على الأيـ ... ـامِ إلَاّ يَرَمرَمٌ وتِعَارُ
_________
(١) عمّ: هي النخل الطويلة. الموسقات: اللواتي أثقلت بالثمر، حفل اللواتي كثر حملهن.
(٢) فاخرات: أي ممتلئات. أناض: الطري. العيدان: النخل الطويل. والجبار: النخل القصار.
(٣) المدراس: المقارف للذنوب.
(٤) حسان بن يزيد: الأعمال الصالحة. الأشها: الذي يعدّون الحسنات والسيئات.
(٥) مشار: العمل الصالح. وهواد: هي الأمور التي تهدي.
1 / 49