من كان منّي جاهلًا [الطويل]
قال يعددّ على عمّه أبي براء أياديه عنده، وكان عمّه قد تعدى على جار للبيد من بني القين، فغضب لبيد من فعلته وأنشد:
مَنْ [كانَ] مِنّي جاهِلًا أوْ مُغَمَّرًا ... فَما كانَ بِدْعًا مِنْ بَلائيَ عامِرُ (١)
ألِفْتُكَ حتّى أخْمَرَ القوْمُ ظِنَّة ً ... عليَّ بنُو أُمِّ البنينَ الأكابِرُ (٢)
ودافعتُ عنكَ الصّيدَ مِن آلِ دارمٍ ... ومِنهُمْ قَبيلٌ في السُّرادِقِ فاخِرُ (٣)
فُقَيْمٌ وعَبْدُ اللهِ في عِزِّ نَهْشَلٍ ... بِثَيْتَلَ، كُلٌّ حاضِرٌ مُتَناصِرُ (٤)
فَذُدْتُ مَعَدّأً والعِبادَ وطَيِّئًا ... وكَلبًا كَمَا ذِيدَ الخِماسُ البَوَاكِرُ (٥)
على حينَ مَنْ تَلْبَثْ عَلَيهِ ذَنُوبُهُ ... يجدْ فَقْدَها، وفي [الذِّنابِ] تَداثُرُ (٦)
وسُقْتُ رَبِيعًا بالفنَاءِ كأنّهُ ... قَريعُ هِجانٍ يَبتَغي مَنْ يُخاطرُ (٧)
فَأفْحَمْتُهُ حتّى استَكانَ كأنّهُ ... قريحُ سُلالٍ يَكتَفُ المَسيَ فَاتِرُ (٨)
_________
(١) المغمّر: الجاهل. البدع: الحديث العهد، وما بين قوسين يروى بلفظ: [يك].
(٢) أخمر ظنة: أي أضمر ريبة.
(٣) الصيد: السادة المتعاظمون. القبيل: الجماعة. فاخر: ممتلئ.
(٤) ثيتل: اسم موضع وقيل: ماء تشرب منها بنو شيبان أو منزل من منازل اللهازم البكريين.
(٥) ذدت: منع وطردت. العباد: قبائل متشتتين من بطون شتى اجتمعوا على النصرانية بالحيرة. الخماس: هو الإبل التي لا تشرب مدة أربعة أيام. البواكر: هي الإبل التي تبكر إلى الورد في اليوم الخامس.
(٦) تلبث: أي تبطئ. الذنوب: الدلو المملوءة. تداثر: أي تتدافع وتتزاحم. وما بين قوسين يروى بلفظ: [المقام].
(٧) القريع: فحل الإبل الكريم. الهجان: الإبل. يخاطر: أي يراهن.
(٨) السلال: الداء والمرض. القريح: الجريح. يكتف: أي يمشي رويدًا.
1 / 42