حرف الراء
راح القطين [البسيط]
وقال لبيد أيضًا يتغنّى بمناظر الحياة الصحراوية ويفتخر بمآثره، ويبدو أن القصيدة من نتاج عهد الكهولة، وهب لاحقة بقصائده (الجاهليات):
راحَ القَطينُ بهَجْرٍ بَعدَما ابتَكَرُوا ... فَما تُواصِلُهُ سَلْمَى ومَا تَذرُ (١)
مَنْأى الفَرُورِ فَما يأتي المُريدَ ومَا ... يَسْلُو الصُّدودَ إذا ما كانَ يَقتَدِرُ (٢)
كأنَّ أظْعانَهُمْ في الصُّبْحِ غادِيَة ً ... طَلحُ السَّلائلِ وَسطَ الرَّوْضِ أوْ عُشَرُ (٣)
أوْ بارِدُ الصَّيفِ مَسجورٌ، مَزَارِعُهُ ... سُودُ الذَّوائِبِ ممّا مَتّعَتْ هَجَرُ (٤)
جَعْلٌ قِصَارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ بِهِ ... منَ الكوافِرِ مَكْمُومٌ ومُهْتَصِرُ (٥)
_________
(١) القطين: أهل الدار. الهجر: منتصف النهار.
(٢) الفرور: هي الدابة التي تفرّ من صاحبها. المريد: الرجل الذي يبحث عن دابته يريدها ويطلبها. يسلوا: أي يكفّ عن التباعد.
(٣) الأظعان: النساء في الهوادج. الطلح: شجر عظام من شجر العضاه ترعاه الإبل. السلائل: اسم لموضع معروف، ودذا الروض. العُشَر: نبات ذو ثمر بحجم البطيخة ذو أوراق عريضة.
(٤) مسجور: أي ممتلئ. الذوائب: جمع: ذائبة، وهي الغصن. متعت: رعت وسقت. هجر: منطقة في شبه الجزيرة العربية، تقع في شرقها ذات مياه كثيرة.
(٥) الجعل: كل قصير من النخل. والعيدان: كل طويل منها. الكوافر: الطلع، المكموم: الذي ما يزال محجوبًا في كمامته.
1 / 37