فانتخى جاره وقال : وما الأجداد ؟ ... سل عنهم البلى والدمارا
فخرنا بالجدود فخر رماد ... راح يعتز أنه كان نارا
قد يسر الجدود منك ومني ... أن يرونا في جبهة المجد غارا
***
وهنا أصغيا إلى أنه الأوراق ... والريح تعصف الأشجارا
فإذا بالشروق ينخر في الليل ... كما ينخر اللهيب الجدارا
وتمادى الحوار في العنف حتى ... أسكتت ضجة الصباح الحوارا
وتراءى الصباح يحتضن السحر ... كما تحضن الكؤوس العقارا
وبنات الشذى تحيي شروقا ... شاعريا يعنقد الأفكارا
والصبا ترعش الزهور فتومي ... كالمناديل في أكف العذارى
سلوى
سلوى ويهمس في ندائي ... أمل كأغنية الضياء
سلوى ويرتد الصدى ... بجوابها : يا لانتشائي
أي المنى تخضر في ... جدبي وتزهر بالهناء
وتعيد " تموزا " وتغزل ... من أشعته ردائي
من ذا إزائي ؟ هل هنا ... سلوى ؟ " فنيسان " إزائي
يشدو أمامي بالشذى ... ويزنبق الذكرى ورائي
سلوى ؛ وأصغي ؛ واسمها ... بفمي ربيع من غناء
وذا صداها في هواي ... مواسم بيض العطاء
وأعود أصغي والصدى ... يدنو ويوغل في التنائي
***
فأفيق أبني في مهب ... الريح عشا من هباء
وعواصف المأساة تطفئني فيحترق انطفائي
وأنا أغنيه لأن تحرقي ... عطر ... البقاء
والصمت حولي كالضغائن في عيون الأدنياء
والسهد أفكار معلقة ... بأهداب الفضاء
والليل بحر من دخان ... شاطئاه من الدماء
جوعان يبتلع الرؤى ... ويمج دمع الأشقياء
يهذي كما يروي المشعوذ معجزات الأنبياء
ويعب من دم ... الذكرى جحيمي الإناء
وأنا هناك رواية ... للحزن تبحث عن " روائي "
أبكي على سلوى أناجيها ... أغنيها ... بكائي
وأعيد فيها مأتمي ... أو أبتدي فيها عزائي
وحدي أناديها ؛ وعفوا ... نلتقي : في لا لقاء
تبدو وتغرب فجأة ... كالحلم يدنو وهو نائي
أو تنثني جذلى كفجرى ... الصيف في صحو الهواء
وتسيل في وهمي رحيقا ... من عناقيد السماء وهناك أبتديء الرحيق فينتهي قبل ابتدائي
صفحہ 69