لا تقل كنت صاحبي فادن مني ... لست أشري ولا أبيع نفاقا
لا تقل لي أين التقينا ؟ ولا أين ... افترقنا ، فنحن لم نتلاقى ؟
قد نسيت اللقاء يوما وإني ... لست أدري متى نسيت الفراقا ؟
لا تذوق صراحتي فهي مر ... إنما من تذوق المر ذاقا
الطريق الهادر
هتاف هتاف وماج الصدى ... وأرغى هنا وهنا أزبدا
وزحف مريد يقود السنا ... ويهدي العمالقة المردا
تلاقت مواكبه موكبا ... يمد إلى كل نجم يدا
عمائمة من لهيب البروق ... وأعينه من بريق الفدا
أفاق فناغت صبايا مناه ... على كل أفق صبا أغيدا
وهب ودوى فضج السكون ... ورجعت الريح ما رددا
وغنى على خطوه شارع ... ودرب على خطوه زغردا
ومنعطف لحنت صمته ... خطاه ومنعطف غردا
مضى منشدا وضلوع الطريق ... صنوع توقع ما أنشدا
وأقبل يسترجع المعجزات ... ويستنهض الميت والمقعدا
ويبدو مداه فيمضي العنيد ... يحاول أن يسبق الأعندا
فتطغى مشاهده كالحريق ... ويقتحم المشهد المشهدا
ويرمي هنا وهناك الدخان ... ويوحي إلى الجو أن يرعدا
***
هو الشعب طاف بإنذاره ... على من تحداه واستعبدا
وشق لحودا تعب الفساد ... وتنجر تبتلع المفسدا
وأوما بحبات أحشائه ... إلى فجره الخصب أن يولدا
أشار بأكباده فالتقت ... حشودا مداها وراء المدى
وزحفا يجنح درب الصباح ... ويستنفر الترب والجلمدا
وينتزع الشعب من ذابحيه ... ويعطي الخلود الحمى الأخلدا
ويهتف : يا شعب شيد على ... جماجمنا مجدك الأمجدا
وعش موسما أبدي الجنى ... وعسجد بإبداعك السرمدا
وكحل جفونك بالنيرات ... وصغ من سنى فجرك المرودا
لك الحكم أنت المفدى العزيز ... علينا ونحن ضحايا الفدا
***
ودوى الهتاف : " اسقطوا يا ذئاب " ... ويا راية الغاب ضيعي سدى
وكر شباب الحمى فالطريق ... ربيع تهادى وفجر بدا ومر يضيء الحمى كالشموع ... يضيء توهجها معبدا
صفحہ 65