دیوان
ديوان ابن نباتة المصري
ناشر
دار إحياء التراث العربي
ایڈیشن نمبر
بدون
پبلشر کا مقام
بيروت - لبنان
لا تزد القلب على شجوِه ... إن كنت لا تأرق لي فاهجع
أنا الذي يروي حديث الأسى ... مسلسلًا في الحبِّ عن مدمعي
واعجبي في الحبِّ أشكو الجفا ... من ساكنٍ في منحى أضلعي
إن شئت يا بدر الدجى إن بدا ... فاطْلع وإن شئت فلا تطلع
وأنتِ يا أغصانَ بانَ النقا ... إذا تثنى فاسجدي واركعي
لا آخذ الله ليالي اللقا ... فإنها أصل الأسى الموجع
لو نسيت عينايَ إنسانها ... ما نسيت ليلى على الأجرع
وغفلة الواشين عن وصلنا ... ونحنُ كالواجد في مضجع
يا مقلتي بالوصلِ قرّي ويا ... مدائحي في ابن حميد ارْتعي
شمسٌ ينادى ذكره سرّ ويا ... طرف الأعادي خاسئًا فارْجعي
مستحكم الرأي ولكن متى ... نخدعه باغي نشبٍ يخدع
يزدحم اللثم على كفِّه ... تزاحم البهم على المكرع
إذا بدا أبصرْتَ حسَّاده ... من مهطع الرأس ومن مقنع
آراء عمرٍو ولهى حاتمٍ ... وحلو قيسٍ وذكا الأصمعي
جننت يا غيثُ متى شئت أن ... تحكِي أيادِيه فطِرْ أوقَع
ذاك الذي عمَّ جدى برّه ... وأنت في الموضع والموضع
أصبحَ لا حرز لأمواله ... فلو عدا السارق لم يقطع
تهبّ نعماه وبأساؤه ... من سجسجٍ طورًا ومن زعزع
لطافة حفَّت بها هيبةٌ ... كالسيف ذو الرّونق والمقطع
وهمَّة علياء تعبانة ... أيّ ربى في المجدِ لم تقرع
لو أنَّها ألفت هلال السما ... مكان شسع النعل لم تقنع
وأنمل تحنو على معدمٍ ... تحنن الثدِي على المرضع
وليسَ يعيى جودها ذا غنىً ... جود الحيا في الجدول المترع
شم فضله واللفظ وانْظر إلى ... صوبِ الغوادِي والحمى الممرع
نظمٌ ونثرٌ في عقولِ الورى ... كالخمر أو كالسحر أو أصنع
لا غَرْوَ إن تسكر شمسية ... لموعةٌ تصدر عن ألمع
1 / 305