يا من نفوس الخلق بعض هباته
وسحائب النكبات مما كشفا
أما وقد أوطنت آساد الشرى
ممن طغى أوطان حيات السفا
فليعسرن على الليالي بعدما
كلفتها الإسهال أن تتعسفا
قد دانت الدنيا لعزتك التي
منعت نفوسا أن تعز فتعزفا
وتحقق الإسلام أن لا عدة
تحميه إلا عدة ابن المصطفى
من كان رأيك رمحه ومجنه
لم يلق ريب الدهر أعزل أكشفا
خالفت رأي الدهر في ولم تزل
تعدي على الأقوى الأذل الأضعفا
فأجرتني لما عدا ولطفت بي
لما قسا ووصلتني لما جفا
أوسعتني حلما وزدت تطولا
وعطفت عفوا قبل أن تستعطفا
وهديتني كرما إلى سبل الغنى
فلأهدين لك الثناء مفوقا
صفحہ 34