============================================================
ديوان المؤيد ولا فى أيامى أحدثته فإنه قديم تقضت عليه السنون واندرج فى معرقته ومشاهدته الموك ولوعلم أنه يحدث فساذا لما نامت عيون خولة بنى بويه عن إمالته وتغييره ، ولما كان أكثرهم يؤثره لنفسه دينا لقى الله تعالى به ، ولكن المقبحين قبحوا الصورة ببحضرة الملك ولوأ ه استقصى الأمر لوجد قدماءء أكثرهم بذلك دائتين" وأتكر المؤيد ان يكون قد عزم على الخطبة فى المسجد باسم المستنصر وإن كان فى صميم نفسه يرجو آن يتم هذا الأمر فى أيام الملك أبى كاليجار ، واتبع هذا بأن السلطان اعتاء أن يستمع لخصوم المؤيد وكان يجب ان يعرف أقواله أيضا حتى يميز بنفسه بين القولين . ونفذ النديم بهذا القول إلى السلطان . ثم ع للمؤبد أن يكتب رسالة إلى السلطان فنمق خطابا أصدره إليه فاعجب أبو كا ليجار (1) اسلوب المؤيد وبيانه فطلب السلطان إلى الوزير أن يستدعى المؤيد ويكرمه على أن يستمر المؤيد فى دعوته دون أن يجهر بها أمام العامة استطاع المؤيد بدهائه وحجته أن يكسب عطف السلطان أبى كاليجار، وأن يبقى فى شيراز يقيم مراسم دعوته ، ولكن نقسه طمحت إلى لقاء السلطان وإلى أن يجمله يعتنق الدعوة افاطمية ولم يكن السلطان قد وأى المؤيد من قبل ، وسنحت له الفرصة ، ذلك أن المؤيد وقف فى الصحراء (2) معترضا لركب السلطان فى طريقه للصيد، فلما دنا منه السلطان نزل المؤيد وخضع ودعاله ، فلما سأل السلطان عنه مر به وأمر بان تقدم له دايته ، ولما عاد السلطان من الصيد تلقاه المؤيد أيضا فى الطريق، فكان تتيجة ذلك أن أمر السلطان بأن يحضر المؤيد المجلس السلطانى متى شاء، فتردد المؤيد على المجلس وأخذ يتقرب إلى السلطان والسلطان يزداد ا جابا يه ومحبة له، وطلب إليه أن يناظر نخالفى دعوته كتابة حتى يتسنى للسلطان آن يقرأ بنفم هذه المناظرات وعميز بينها، فاستطاع المؤيد بقوة حجته وبلاغته آن يقهر خصومه حتى اضطر السلطان إلى أن يقول له " إنى أسلمت نفسى ودينى إليك وإنتى راض بجملة ما أنت عليه (4).
وهكذا دخل السلطان أبو كاليجار الدعوة الفاطمية دون أن يعلن ذلك فى الناس أو آن يدعو لخليفة الفاطمى على المنابر، واتفق السلطان والمؤيد على أن يجتمعا مسناء كل يوم خميس ال لذاكرة فكان السلطان يسال المؤيد عن شئون المذهب ، وحدثنا المؤيد عن إجابته بقوله : "وكنت أجيب عنه جوابا يظهر أكثره تباشير الفرح فى وجهه ، واساله كيف وقع هذا الجواب منك فربما حرك رأسه يعنى أنه جيد فلا أرضى دون أن أقرره بلسانه أنه ما دخل فى سامعه مثله، قصدا منى لتندمه على قرطاته وإقامة الحجة عليه بكون الحق فيما يحسبه ضلالا (1) السيرة ص 20: (2) السيرة ص 21. (3) السيرة ص 60.
صفحہ 40