کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
اصناف
قوله في سورة البقرة(الآية:188): { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } يعني: بالظلم, ولا تأكلوا إلا بالحق, وذلك أن امرئ القيس بن عابس الكندي وعبدان بن أسوع الحضرمي اختصما في أرض وكان عبدان هو الطالب, ولم يكن له بينة , وكان امرئ القيس هو المطلوب .
فأراد امرئ القيس أن يحلف فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة } إلى آخر الآية(آل عمران:77) .
فلما سمع امرئ القيس كره أن يحلف, فلم يخاصم عبدان وحكمه في أرضه, ففيه نزلت { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام } يقول: لا يدلي أحدكم بخصومه إلى حاكم في استحلال مال أخيه, ويعلم أنه مبطل { لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون } يعني: تعلمون بأنكم تدعون الباطل.
قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إنما أنا كأحدكم , فلعل بعضكم أعلم بحجته من صاحبه, فأقضي له, وهو مبطل-ثم قال- أيما رجل قضيت له بمال امرئ مسلم فإنما أقطع له قطعة من نار جهنم فلا يأكلها" .
وقوله في السورة التي يذكر فيها النحل(الآية:95-96): { ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا } يعني: عرضا من الدنيا يسيرا { إنما عند الله } يعني: الثواب الذي عند الله { هو خير لكم } يعني: أفضل من العاجل { إن كنتم تعلمون * ما عندكم ينفد } يعني: ما عندكم من الأموال يفني { وما عند الله باق } يعني: ما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله.
قال { ولنجزين الذين صبروا أجرهم } صبروا على أمروا الله { بأحسن ما كانوا يعملون } في الدنيا, ويعفو عن سيئاتهم .
صفحہ 105