کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

ابو الحواری الاعمی d. 275 AH
48

کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

اصناف

15- تفسير آيات الاقتصاد في النفقة وثواب العطية والقرض الحسن

تفسير ما أمر الله في اقتصاد النفقة في حق الله :

قوله في السورة التي يذكر فيها بنو إسرائيل(الإسراء:29) حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك }فهذا مثل ضربه الله , يقول : لا تمسك من البخل عن النفقة في حق الله , فلا تنفق شيئا , بمنزلة المغلولة يده إلى عنقه لا يستطيع بسطها , ثم قال : { ولا تبسطها كل البسط } يعني: لا تبسطها في العطية , فلا يبقى عندك شيء , فإذا سئلت لم تجد ما تعطي { فتقعد ملوما } يعني: يلومك الناس وتلوم نفسك{ محسورا } يعني: منقطعا به قد حسرت من المال ليس عندك منه شيء.

قال: وأثنى على من يقتصد في النفقة في الفرقان (الآية:67) قوله { والذين إذا أنفقوا } يعني : النفقة في طاعة الله { لم يسرفوا } في النفقة بغير الحق { ولم يقتروا } يعني: ولم يمسكوا عن النفقة , ولا ينفقون , ولكن اقتصاد { وكان } يعني : الاقتصاد في النفقة { بين ذلك } بين الإسراف والإقتار { قواما } .

تفسير من يعطى عطية ليعطى أكثر منها:

قوله في سورة المدثر (الآية:6): { ولا تمنن تستكثر } يقول: لا تعطي عطية لتعطى أكثر من عطيتك.

وقوله في سورة الروم (الآية:39):{ وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله } يقول: ما أعطيتم من عطية لتزدادوا بذلك في أموال الناس, يعني : لتلتمسوا بها الزيادة من أموال الناس "فلا يربوا عند الله" يعني : فلا تضاعف تلك العطية عند الله ولا تزكوا , وليس فيها [ثواب].

صفحہ 58