271

کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

اصناف

وإذا كان العبد كذلك مخلصا مخشعا للقلب ، ولم يعجب بشيء من عمله عليه ، فاعلم أنك لو قلت لقوم إني أحب أن تكرموني بعملي وتروا لي به شرفا عندكم ، وتحدثون به بينكم ، إذا لمقتك القوم على ذلك ، وشفهوا عليك ولكان ذلك سفها شديدا . إذا كان ذلك في صدرك ، أم كيف لو علم القوم الذي في نفسك من ذلك ، ويعلم الله منك ذلك ، وكيف تعجب بنفسك وقد سلف منك ما قد عملت من الذنوب ، ولعل الله يغفر لك منها ذنبا واحدا ، أفيكون ذلك منك؟ !

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

تفسير ما على المؤمنين أن يقولوا إذا ركبوا الدواب والسفن :

قوله في سورة الزخرف :

(والذي خلق الأزواج كلها ) يعني : الأصناف كلها .

( وجعل لكم) يعني : لبني آدم (من الفلك) يعني : السفن .

(والأنعام) يعني : الإبل والبقر ([ما تركبون]) .

وقال في آية أخرى :

(والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ...) .

فيذكرهم نعمة ، ثم قال :

(لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) . يعني : إذا ركبتم عليها ، فقولوا : الحمد لله ، فينبغي للمسلم إذا ركب أن يقول : بسم الله ن ويذكر نعمة ربه ن ويحمد ربه على الإسلام وعلى ما حمله في البر والبحر ، إذا سار في البر والبحر .

([وتقولوا] سبحان الذي سخر لنا هذا) يعني : سبحان الذي ذلل لنا هذا . (وما كنا له مقرنين) يعني مطيقين .

(وإنا إلى ربنا لمنقلبون) يعني : إلى ربنا في الآخرة لراجعون .

وإذا ركبت السفينة تذكر نعمة الله ، وإن شاء قال كما قال نوح عليه السلام (بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم) .

صفحہ 281