256

کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

اصناف

(( عليك باليأس عما في أيدي الناس ، فإنه غنى حاضر ، وإياك والطلب مما في أيدي الناس فإنه فقر فاقر ، وإياك وكل كلام تعتذر منه ، وإذا صليت فصل صلاة مودع ، وكن في اليوم خيرا من الأمس ، وكن غدا خيرا من اليوم )) .

قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام لأصحابه :

(( لا يطيق عبد أن يكون له ربان ، كذلك عبد لا يطيق أن يكون له خادم للدنيا ويعمل عملا للآخرة ، فاعتبروا بطير السماء لا يجمع ، ولا يزرع ، ولا يحصد ، وغن ربكم الذي في السماء يجري عليها قوتها يوما بيوم ، واعتبروا أن الله قدر الخلق والرزق ، فلا يستطيع الرجل أن يزيد في رزقه درهما حتى يزيد في أركانه ، لا تهتموا لما تأكلوه ، ولا ما تلبسوه عليكم بما وكلتم به من العمل الصالح ، ودعوا ما كفيتم من الرزق )) .

قال : إن أبا الدرداء ، كتب إلى سلمان الفارسي كتابا حسنا بليغا فقال : أما بعد : سلام الله عليك ، فإن الله قد رزقني بعدك مالا وولدا ، وأسكنني ارض المقدسة .

فكتب سلمان الفارسي إليه كتابا بليغا حسنا : [قال فيه ] : أما بعد : سلام الله عليك ، فإنك كتبت إلي تزعم أن الله قد رزقك مالا وولدا ، فإن الخير ليس في كثرة المال والولد ، إنما الخير أن يعظم حلمك وينفعك علمك . وكتبت تزعم أن الله أسكنك الأرض المقدسة ، فإن الأرض لا تعمل لأحد ، فإذا أتاك كتابي هذا فاعمل لله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، فالحفظة الكرام الكاتبون عندك . (عن اليمين وعن الشمال قعيد . ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وعد نفسك في الموتى

(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد . ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد . وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد . لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) .

صفحہ 266