کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

ابو الحواری الاعمی d. 275 AH
224

کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

اصناف

فمن يشاء الله يغفر له من هؤلاء يترك اليهودية والنصرانية ، كذلك من يشاء الله يغفر له من أهل القبلة يترك الموجبات لا يعمل بها ، فإن عمل شيئا منها تاب إلى الله ، ولم يصر عليه .

كما قال الله : ( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) .

ولكن يتوبون من قريب قبل الموت .

( فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما) . بهم بعد التوبة ، فغن الله قال :

(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة). فذلك الإيمان بالله ورسوله والعمل بطاعته ، واجتناب معصيته ، ومعرفة ما أمر الله به ونهى عنه ، فمن ذلك يهديهم الله في الحياة الدنيا والآخرة ، يموتون على ذلك ، ويبعثون عليه .

( ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) . فمن مات مؤمنا ، أدخله الله قبره مؤمنا ، فيبعثه يوم القيامة مؤمنا ، أدخله الله الجنة .

ويقال : إن المؤمن إذا حضره الموت شهدته الملائكة ، فسلموا عليه وبشروه ، ومشوا مع جنازته ، وصلوا عليه مع الناس ، والله أعلم .

فإذا دخل قبره فسئل : من ربك ؟ فيقول : الله .

ويقولون : من رسولك ؟ فيقول : محمد .

ويقولون : ما شهادتك ودينك ؟ فيقول : شهادتي أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، والعبودية ، والإسلام ، والاستسلام لأمره ، يكون ذلك لله خالصا ، فيوسع له في قبره مد بصره . وأما الكافر فإنه يبسط عليه عند موته بالعذاب ، فيضرب وجه ودبره ، وذلك أنه يجحدهم عند الموت حين يناطقونه ، فإذا دخل في قبره قالوا : من ربك ؟ فلم يرجع إليهم شيئا ، وأنساه الله ذكره . فإذا قيل : من الرسول الذي بعث له ؟ لم يهتد له ولم يرجع شيئا ، فإذا قيل : ما دينك وما شهادتك ؟ عميت عليهم الأنباء ، فضيق عليه قبره ، مع أنه ينطق بالعمل ، وهنالك امتلأت عليه الأرض ضيقا .

صفحہ 234