کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

ابو الحواری الاعمی d. 275 AH
197

کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

اصناف

48- تفسير آيات المختلعة وأحكام الخلع وأحكام الإيلاء

تفسير المختلعه :

قوله في سورة البقرة:

( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا ) يقول : لا يحل لرجل إذا أراد طلاق امرأته أن يأخذ مما أعطاها من المهر شيئا ، ثم استثنى المختلعة التي اختلعت من زوجها والزوج كاره لذلك ولا ذنب عليه فقال :

( إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله ) يعني : أمر الله فيما أمرهما ، وذلك أنه يخاف على المرأة الفتنة على نفسها إذا كانت عاصية لزوجها فتعصي الله فيه ، وتخاف من الزوج إن لم تعطه أن يعتدي عليها ( فإن خفتم ) يقول : فإن علمتم يعني : الحكام ( ألا يقيما ) أي الرجل والمرأة ( حدود الله ) يعني : أمر الله في أنفسهما ، أو نشزت على الزوج ( فلا جناح عليهما ) يعني : فلا حرج على الزوج والمرأة ( فيما افتدت به ) يعني : فيما فدت المرأة نفسها من زوجها بمهرها من ذلك فيقبل منها الفدية ثم يفترقان .

قال : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري وفي امرأته [ حبيبة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث ] وكان مهرها حديقة فردتها علية ، واختلعت منه ، وهي أول خلعة كانت في الإسلام .

( تلك حدود الله ) يعني : أمر الله فيها .( ومن يتعد حدود الله ) يعني : من يخالف أمر الله إلى غيره . ( فأولئك هم الظالمون ) لأنفسهم .

قال الله : ( أن لعنة الله على الظالمين ) ( الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا ).

قال : ( وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ).

فاستثنى الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، قال : ( أولئك هم خير البرية ).

صفحہ 207