کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

ابو الحواری الاعمی d. 275 AH
175

کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

اصناف

43- تفسير آيات اعتزال النساء في المحيض وأحكام ذلك

تفسير ما أمر الله به من اعتزال فروج النساء في المحيض، وكيف يؤتين إذا طهرن:

قوله في سورة البقرة( الآية222-223):

( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ) يعني: الحيض كدرا، ( فاعتزلوا النساء) يعنيك مجامعة النساء، ( في المحيض ) فإنه حرام ( ولا تقربوهن ) يعني: ولا تجامعوهن ( حتى يطهرن ) يعني: حتى يغتسلن ( فإذا تطهرن ) يعني: فإذا اغتسلن من المحيض ( فأتوهن من حيث أمركم الله ) يعني: في الفروج الذي نهيتم عنه في المحيض، طهرا غير الحيض ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) يعني: المتطهرين من الأحداث والحيض.

قال: فلما نزلت هذه الآية اعتزل المسلمون النساء في الحيض في بيوت غير بيوتهن، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( إنما أمرتم أن تعتزلوا الفروج ).

ثم قال: ( نساؤكم حرث لكم ) يعني: فروج النساء ( فأتوا حرثكم أنى شئتم ) وذلك أن اليهود قالوا للمسلمين : إنه لا يحل جماع النساء إلا مستقبلات، وإنا لنجده في كتاب الله، يعنون التوراة.

فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بما قالت اليهود، فنزلت ( نساؤكم حرث لكم ) يعني: النساء مزرع للولد ( فأتوا حرثكم أنى شئتم ) يقول: كيف شئتم، قائما أو قاعدا، أو باركا، بعد أن يكون الجماع في الفرج، ( وقدموا لأنفسكم ) يعني: الولد ( واتقوا الله ) عظة من الله يعظهم، يقول: لا تأتوهن حيضا، ثم خوفهم فقال: ( واعلموا أنكم ملاقوه ) يعني: في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم ( وبشر المؤمنين ) بأمر الله ونهيه بالجنة.

صفحہ 185