دراسات فی المذاہب الادبیہ والاجتماعیہ
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
اصناف
ويصعب جدا أن نختار لشوقي وحافظ مكانا صالحا لهما بين الشعراء العالميين، أو بين الشعراء الغربيين، وليست المسألة هنا مسألة مفاضلة، بل مسألة تباين واختلاف، فربما كان شوقي وحافظ أفضل من كثيرين من الشعراء المعدودين في بعض الأقطار الأوروبية، ولكن المقابلة بينهما وبين أولئك الشعراء كالمقابلة بين ثمرة وثمرة تختلفان في المنبت واللون والمذاق، على أننا نستطيع أن نشبه حافظا بين شعراء الإنجليز بإسكندر بوب، ونشبه شوقيا بجون درايدن ويفهم العارفون بهذين الشاعرين وجوه الشبه التي نعنيها.
ولا يتسع المقام لتعريفهما إلى من يجهل اللغة الإنجليزية، ويكفي أن نقول: إن وجه الشبه الأكبر يرجع إلى مقدار «ظهور الشخصية» في هذا وذاك، ولا يتجاوز ذلك إلى مدى الثقافة والذكاء.
ومقطع الرأي في شوقي وحافظ عندنا أنهما كانا ولا يزالان يستويان على أرفع القمم العالمية بين نهاية التقليد وبداية التجديد، وأن ما نقص منهما في الجديد تقابله زيادة في القديم.
الفصل التاسع
شوقي في الميزان ... بعد خمس وعشرين سنة
ما هو أدب التجديد؟
باتفاق الآراء يمكن أن يقال إنه الأدب الذي فيه شيء مستمد من قريحة الأديب.
وما هو أدب التقليد؟
هو - بهذا المقياس نفسه - كل أدب لا عمل فيه للأديب غير نقل الأشكال والقوالب وحكاية المعاني والألفاظ.
وبهذا القياس للتجديد والتقليد نحسب أن ربع القرن الذي مضى بعد وفاة الشاعر شوقي قد عرفناه بمكانه وقد وضعه في ذلك المكان.
نامعلوم صفحہ