دراسات فی المذاہب الادبیہ والاجتماعیہ
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
اصناف
على أننا لا نريد أن ننظر إلى الماضي إذا كان النظر يقنعنا بالحاضر، ويحول بيننا وبين إطلاق الأمل إلى أبعد الحدود ...
فلننظر إلى المستقبل!
بل ننظر إلى أبعد مستقبل يمتد إليه البصر، فنرى أن أزمة الأماكن في المدارس إنما هي في الحقيقة «أزيمة» صغيرة إلى جانب الأزمة الكبيرة التي يجب علينا أن ننظر إليها من الآن؛ وهي أزمة الأماكن في المجتمع المصري لجميع هؤلاء المتعلمين ...
هذه أزمة يخافها كثير من المتشائمين الذين يخافون الحياة، ولا يقدمون عليها بثقة الحي الذي يحق له أن يعيش، ويعلم على ثقة أنه سيعيش.
يخافها هؤلاء الخائفون؛ لأنهم يتساءلون: أين يذهب جميع هؤلاء المتعلمين بعد انتهاء الدراسة؟ ألا يخشى يومئذ من أزمة عاطلين؟ ... ألا يتعرض المجتمع لخطر الثورة كلما تكاثر فيه الشبان الذين يطمحون إلى المجد والمكانة، أو يطلبون الرزق والعمل، ثم لا يجدون أمامهم أعمالا في المجتمع المصري تستوعب هذا العدد الكبير؟
سؤال تستطيع أن تجيبه بنعم، وتستطيع أن تجيبه بلا، ويتوقف الجواب بهذه أو تلك على المجتمع الذي تتصوره بعد عشر سنين أو بعد عشرين سنة، قياسا على التطور الدائم الذي رأيناه، والذي نراه وسنراه ...
فإذا كان مجتمعنا المصري سيظل على حالة واحدة إلى الأبد «فنعم» هي الجواب الصحيح ...
وإذا كان مجتمعنا سيتطور مع الزمن - وهو يتطور فعلا - فنحن بين أمرين: إما خطر يمكن التغلب عليه عند وجوده، وإما لا خطر على الإطلاق.
لقد كان الشاب المصري يحصر رجاءه كله في الحكومة حين كان التعليم مزية محصورة في بضع مئات أو بضعة ألوف من الشبان ...
كان الشاب المصري يومئذ يعتقد أنه إنسان ممتاز، فمن حقه أن يتطلع في المجتمع المصري إلى مكان ممتاز ...
نامعلوم صفحہ