88

على (ع) وحرك يده بالسيف ، رمى بنفسه عن ظهر فرسه إلى ارض وكشف عورته كما صنع زميله ابن العاص من قبل ، فصرت علي (ع) وجهه عنه ضاحكا ، وبهذه المناسبة يقول بعض الشعراء لاهل الشام :

افي كل يوم فارس تندبونه

له عورة وسط العجاجة بادية

ومنهم عمرو بن العاص المستشار الأول لمعاوية الذي ساهم في جميع الفتن والحروب الدامية التي اثارها ابن هتد ضد علي (ع) لقاء مصر وخراجها مادام حيا ، وتم له الاستيلاء على مصر بعد فشل مؤتمر التحكيم الذي انتجته معركة صفين ، والتي لعب فيها ابن العاص دورا بارزا إلى جانب معاوية بن ابي سفيان ، وكان يردد في مرضه الذي مات فيه لقد اصلحت من دنياي قليلا وافسدت من ديني كثيرا ، فلو كان الذي اصلحت هو الذي افسدت ، والذي افسدت هو الذي اصلحت لفزت ، ولو كان ينفعي أن أطلب طلبت ، ولو ينجيني أن أهرب هربت ، فصرت كالمختنق بين السماء والارض لا أرقى بيدين ، وأهبط برجلين (2).

قال ذلك ابن النابغة وهو على فراش الموت حيث لا يجديه الندم ، ولا تنفعه التوبة ، وكيف يجديه ذلك وقد اراق الدماء واشعل الفتن ، وافتعل لمعاوية المكائد والحيل ، واغرى آلاف الناس بتلك الفتن العمياء التي تزعمها هو وسيده ابن ابي سفيان ، وعانى المسلمون من آثارها المصائب والويلات زمنا طويلا ، وقبل ذلك شاغب على عثمان واغرى الناس

صفحہ 97