دین
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
اصناف
وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى (الأنعام: 60)، وقوله:
الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها (الزمر: 42)، وقوله:
فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم (آل عمران: 170)، وقوله في شأن أهل الشقاوة وهم في قبورهم:
النار يعرضون عليها غدوا وعشيا (غافر: 46).
ذلك إلى ما يقرره القرآن في غير موضع من وجود أرواح أخرى مستقلة عن العالم الإنساني، ولكنها تتصل بشئونه، ويسخرها الله في تدبير أحواله، تارة بالنصر والتأييد، وتارة بغير ذلك. اقرأ قصة الجن في السورة المسماة بهذا الاسم، وفي سورة الأنبياء، وسورة النمل، وسورة سبأ ... واقرأ أخبار الملائكة في السورة المسماة بهذا الاسم، وهي سورة فاطر، أو السور الأخرى، مثل سورة آل عمران، وسورة الأنعام، وسورة الأنفال، وغيرهن.
وكذلك المذاهب النفسية نرى منهاجها مستعملا في القرآن حين يشير إلى قصور الإرادات الإنسانية عن بلوغ أهدافها، وإلى عجز الإنسان أمام المقادير العليا وضرورة استسلامه لها، في قوله تعالى:
أم للإنسان ما تمنى * فلله الآخرة والأولى (النجم: 24)، وقوله:
وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة (القصص: 68)، وقوله:
أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون * سلهم أيهم بذلك زعيم (القلم: 40).
ويزيد القرآن في هذا المعنى عنصرا آخر عظيم الدلالة على الألوهية، وهو تحول الإرادات الإنسانية عن أهدافها، حين تنقلب كراهيتها محبة، وعداوتها ألفة، واستهجانها استحسانا، وثورتها سكونا، من غير أن يكون للأسباب الطبيعية مدخل معقول في هذا التحول، وفي ذلك يقول الله تعالى:
نامعلوم صفحہ