انسان کا دین
دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
اصناف
6
أما لدى هنود الجنوب الغربي، فيسود الاعتقاد بقوة هي أقرب إلى السيالة الروحية التي تتبدى تحت العديد من الأقنعة، وتتمثل في موجودات العالم الطبيعي وفوق الطبيعي؛ أي إنها قوة غير محددة الملامح، ولكنها تتحول إلى مظاهر مادية مثل النباتات والحيوانات والأجرام السماوية، وإلى مظاهر غير مادية أيضا مثل الشخصيات الإلهية.
7
استنادا إلى ما تقدم، يمكن القول بأن الطوطمية الأسترالية قد رأت الألوهة في قوتها السارية فقط، ولم تتأمل في المجال القدسي الذي صدرت عنه هذه القوة. أما الطوطمية في أمريكا الشمالية فقد رأت فيما دعوناه تجاوزا بالروح الكبرى مجالا قدسيا وقوة سارية في الآن نفسه.
لا يقتصر هذا الشكل من المعتقد الديني البدائي على المجتمعات الطوطمية، البسيط منها والمتطور، وإنما يتجاوزها إلى معظم المجتمعات البدائية التي عاشت على هامش الخط الرئيسي لتطور الحضارة العالمية. وبشكل خاص فإننا نواجه مفهوم القوة في أساس معتقدات ثقافات المحيط الهادي البولينيزية منها والميلانيزية؛ فمن ميلانيزيا جاءنا مصطلح المانا الذي تم استخدامه منذ التعرف عليه للدلالة على معتقد القوة أينما وجد لدى بقية الثقافات البدائية. وقد قدم مصطلح المانا لأول مرة إلى الحلقات الأنتروبولوجية المبشر كوردينغتون
Cordington
في كتابه عن جزر ميلانيزيا وثقافاتها، والصادر عام 1891م تحت عنوان
The Melanesians ، يقول كوردينغتون: «هناك اعتقاد لدى الميلانيزيين بوجود قوة حيادية أخلاقيا وغير مادية يطلقون عليها اسم مانا. ورغم أن هذه القوة غير مادية وفوق طبيعانية، إلا أنها تتبدى بشكل مادي وتحدث آثارا مادية، وهي لا تتركز في موضوعات معينة، بل تتخلل كل شيء. وتدور ديانة ميلانيزيا حول طريقة التعامل مع هذه القوة وتوجيهها من أجل الإفادة من آثارها. غير أننا يجب أن نحذر من النظر إلى المانا باعتبارها شخصية إلهية عليا؛ لأن فكرة الإله الأعلى هي فكرة غريبة عن العقل الميلانيزي.»
8
انطلاقا من ملاحظات كوردينغتون عن الديانة الميلانيزية، توسع باحثون آخرون في دراسة مفهوم المانا في ديانات جزر المحيط الهادي، وأهم هؤلاء الفيلسوف والأنتروبولوجي البريطاني ماريت
نامعلوم صفحہ