دماء على بوابات العالم السفلي
دماء على بوابات العالم السفلي: دراسة أثرية حضارية
اصناف
39
وهناك الكثير من القصص والأساطير التي ساقها مؤيدو القول بمعرفة المصريين القدماء لعادة التضحية البشرية - وإن كانت غير مؤكدة - ويرى هذا الفريق أن ترتيلة أكلة لحوم البشر التي جاءت في إحدى فقرات نصوص الأهرام بمقبرة الملك «أوناس» هي دليل على شيوع هذا النوع من الأضحية وتقول الترتيلة: «غامت السماء وأظلمت النجوم واهتزت الأقواس وارتعد الأرباب حين شاهدوا الملك يتجلى في هيئة الروح، وعظام كلاب جهنم ترتعد، والبوابون واجمون، عندما يرون الملك أوناس يشرق في صورة روح، بصفته إلها يعيش بأكل آبائه، ويتغذى بأكل أمهاته.»
40
ويأتي باقي النص تفصيلا لما يأكله الملك من أعضاء الآلهة، ولكن ما يظهر الغرض من تلك العادة هذا الجزء الوارد في نفس النص أيضا ذاكرا: «والملك أوناس هو الذي يلقف سحرهم، والملك أوناس يتغذى من أعضاء ممتلئة، وإنه شبعان إذ يعيش على قلوبهم وسحرهم وتعاويذهم في جوفه، فإنه إذ ابتلع علم كل إله.»
41
وربما لم تكن هذه التعاويذ سوى تعاويذ سحرية لن تحدث في واقع الأمر، فلم يكن المصري القديم دموي الطابع، وكل ما ذكره ليس مقصودا في ذاته ولا يشير إلى الواقع الفعلي وإنما يشير إلى مدى قوة الملك وسطوته بنوع من المبالغة.
ولعل هذا الجزء الأخير من النص يفسر بشكل واضح أن الغرض من تلك التعاويذ لا يتعدى سوى رمز باعتبار أن الملك هو صورة الإله على الأرض ويمتلك قوة روحية تمكنه من خلال السحر والتعاويذ من فعل ما يشاء أن يفعله فهو قادر على السيطرة على أعدائه.
وتنفي قصة خوفو والسحرة معرفة المصريين بهذا النوع من الأضحية ويظهر ذلك من خلال تفاصيل القصة؛ فعندما أمر خوفو أحد السحرة المتواجدين معه أثناء سرد أحداث القصة بإحضار نفس بشرية وممارسة طقوس السحر عليها بقطع رقبتها وإعادتها مرة أخرى للحياة لإثبات سحره، رفض الساحر أمر الملك معتذرا وعرض عليه القيام بما أمر بتمثيله للأضحية ولكن على أحد الطيور وكان طائر «الإوز».
42
شكل 2-12: منظر من مقبرة رمسيس التاسع تبين مجموعة من الأسرى وقد قيدت أيديهم وذبحوا بالسكين. (
نامعلوم صفحہ