Dictionary of Monotheism
معجم التوحيد
ناشر
دار القبس للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
اصناف
والمراد بالنفي: نفي الإلهية عما سوى الله تعالى من سائر المخلوقات. فتنفي جميع ما يعبد من دون الله فلا يستحق أن يعبد غيره.
والمراد بالإثبات: إثبات الإلهية لله سبحانه، فهو الإله الحق المستحق للعبادة وما سواه من الآلهة التي اتخذها المشركون فكلها باطلة ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ [الحج:٦٢].
فائدة:
قال الشيخ ابن عثيمين ﵀: "جملة "لا إله إلا الله" مشتملة على نفي وإثبات، أما النفي فهو: "لا إله" وأما الإثبات فهو: إلا الله. و"الله" لفظ الجلالة بدل من خبر لا المحذوف والتقدير: لا إله حق إلا الله وبتقديرنا الخبر بهذه لكلمة: حق؛ يتبين الجواب عن الإشكال التالي: وهو كيف يقال: لا إله إلا الله؛ أن هناك آلهة تُعبد من دون الله، وقد سماها الله تعالى آلهة وسماها عابدوها آلهة، قال الله ﵎: ﴿فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ﴾ [هود:١٠١]، وكيف يمكن أن نثبت الألوهية لغير الله ﷿ والرسل يقولون لأقوامهم: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف:٧٣].
والجواب على هذا الإشكال: يتبين بتقدير الخبر في "لا إله إلا الله" فنقول: هذه الآلهة التي تعبد من دون الله هي آلهة لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقة وليس لها من حق الألوهية شيء، يدل لذلك قول تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٣٠)﴾ [لقمان: ٣٠].
إذن فمعنى "لا إله إلا الله" لا معبود حق إلا الله ﷿، فأما المعبودات سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدوها ليست حقيقية أي ألوهية باطلة" (^١).
_________
(^١) فتاوى ابن عثيمين ٦/ ٦٧.
1 / 21