المشهد السابع
كمال - علية - زينب
علية (بتنهد) :
لا تجزعي يا آبلا، هي الحياة وظروفها القاسية تدفع الإنسان إلى موارد التهلكة، اطلعت على ما بينكما من سر على غير قصد مني أثناء عودتي من الغرفة التي أخفيت فيها سنية، ولا أخفي عنكما أنني استنكرت ما بينكما ودفعني الاستنكار إلى السخط عليكما، ولكنني ما كدت أسمع بأنكما في خطر داهم، ما كدت أتصور في ذهني هول الموقف، حتى امحى عامل السخط من نفسي، واتجهت أفكاري إلى إنقاذكما، اشتد قلقي عليكما إلى حد الجنون، وقضيت ساعات قطعت فيها كل أمل في نجاتكما، أقول إنني كنت حاقدة عليكما في أول الأمر لجهلي بالعوامل الخفية التي دفعتكما إلى هذه المجازفة.
كمال :
ولكن كيف علمت بموقفنا؟ وكيف تسنى لك الوصول إلينا؟
علية :
يطول بي الشرح إذا أنا سردت تفاصيل الحوادث التي تمت في اليومين الماضيين، يا لهول تلك الحوادث، لقد مرت سراعا كما تمر الحوادث على لوحة السينما، كانت سنية مختبئة في منزلنا، وأخذت أنا وفؤاد نسعى في سبيل إعداد جواز السفر من أجلها، وبعد جهود عظيمة ومشقات جسيمة فزنا ببغيتنا وتمكنا من تسهيل فرارها على ظهر باخرة إيطالية أقلعت صباح اليوم، ولقد ارتاح بالنا وهدأت أنفسنا عقب هذا العمل، غير أننا بعد قيام الباخرة بنصف ساعة اتصل بنا أن سنية التجأت إلى منزل مفتش المالية، وأنه يقاوم في تسليمها للحكومة، فاستفسر فؤاد بالتليفون من أحد أصدقائه الضباط فعلم بأنها في منزل أخي كمال بك، وأن شريف بك مساعد الحكمدار ببوليس مصر انتدب من قبل الوزارة لإلقاء القبض عليها، فانقضت هذه الأخبار علي انقضاض الصواعق، لا سيما وكنت قد سمعت أثناء حواركما أن آبلا زينب ستذهب في ضيافة أخي بالإسكندرية، فأيقنت أن المقاومة إنما هي من أجل آبلا زينب، وهالني الموقف وأفزعني، ففكرت في الذهاب إلى الحكمدارية لأفضي إليها بهرب سنية، ولكنني خشيت أن يضيع الوقت في استجوابي، وأخيرا عولت على اللحاق بشريف بك.
كمال :
آه يا أختي العزيزة! ما أسمى عواطفك!
نامعلوم صفحہ