ذكر صلاة التسبيح
والأحاديث التي رويت عن النبي ﷺ فيها
واختلاف ألفاظ الناقلين لها
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي
(٣٩٢ - ٤٦٣ هـ)
يطبع لأول مرة
عن نسخة فريدة عتيقة عليها سماعات بخطوط البرزالي والمزي وأبي الوحش
باعتناء
أبي عبيد الله فراس بن خليل مشعل
قرأه وعلق عليه وقدم له بمقدمة ضافية في بيان الأحكام الفقهية المتعلقة بصلاة التسابيح
أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان
الدار الأثرية
نامعلوم صفحہ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
أخبرنا الحافظ أبو القاسم، علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ﵁، قراءة عليه، وأنا أسمع، في يوم الخميس، الثاني من شهر الله الأصم رجب، من سن ست وستين وخمس مئة، بجامع دمشق -عمره الله- قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد، عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس، السلمي، الحداد، الوكيل ﵀ بقراءتي عليه، بدمشق، في شهر ربيع الآخر، سنة ثماني عشرة وخمس مئة، فأقر به، قال: حدثنا الشيخ الإمام، الحافظ، أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت، الخطيب، البغدادي، لفظًا، بدمشق، في جمادى الأولى من سنة سبع وخمسين وأربع مئة. قال:
ذكر الأحاديث التي رويت عن رسول الله ﷺ في صلاة التسبيح وسياق أحاديث الصحابة الذين رويت عنهم، واختلاف ألفاظها فمن ذلك:
1 / 43
الرواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁ ذلك عن النبي ﷺ تسليمًا
١ - أخبرنا أبو الحسن، علي بن يحيى بن جعفر، إمام المسجد الجامع بأصبهان، وما كتبته إلا عنه، حدثنا أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب، الطبراني، حدثنا أبو حنيفة، محمد بن حنيفة، الواسطي، حدثنا الحسن بن جبلة، الشيرازي، حدثنا أبو منصور، أيوب بن سليمان، الرقي، حدثنا عيسى بن يونس، عن سفيان الثوري، عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن، عن علي قال:
قال رسول الله ﷺ: «من صلى أربع ركعات (في يوم الجمعة)، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب عشرًا .. ..». ⦗٤٥⦘ ثم ذكر حديث صلاة التسبيح بطوله.
هكذا رواه لنا علي بن يحيى، ولا أعلم أحدًا ذكر تخصيص صلاة التسبيح بيوم الجمعة إلا في هذه الرواية، والله أعلم.
1 / 44
٢ - أخبرني القاضي أبو القاسم، علي بن المحسن بن علي، التنوخي، حدثنا أبو محمد، سهل بن أحمد بن عبد الله، الديباجي، حدثنا أبو علي، محمد بن محمد بن الأشعث، بمصر، حدثنا أبو الحسن، موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب: «تلقاه رسول الله ﷺ فقبل بين عينيه، فلما جلسا، قال له رسول الله ﷺ: «ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟».
قال: بلى يا رسول الله! قال: «تصلي أربع ركعات: تقرأ في كل ركعة: الحمد، وسورة، ثم تقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمس عشرة مرة، ثم تركع، فتقول عشرًا، ثم ترفع رأسك، فتقول عشرًا، ثم تسجد، فتقول عشرًا، ثم ترفع رأسك، فتقول عشرًا، ثم تسجد، فتقول عشرًا، ثم ترفع، فتقول عشرًا، فذلك خمس وسبعون مرة، في كل ركعة. ⦗٤٧⦘ فإن استطعت أن تصليها في كل يوم، فافعل، فإن لم تستطع في كل يوم، ففي كل جمعة، فإن لم تستطع في كل جمعة، ففي كل شهر، فإن لم تستطع، ففي كل سنة، فإن لم تستطع في كل سنة، ففي عمرك مرة، فإذا فعلت ذلك، غفر الله ذنبك: كبيره وصغيره، خطأه وعمده، قديمه وحديثه».
1 / 46
ذكر الرواية عن جعفر بن أبي طالب ﵁ ذلك عن النبي ﷺ
٣ - أخبرني أبو أحمد، عبد الوهاب بن الحسن، الحربي، أخبرنا أبو عبد الله، الحسين بن أحمد بن محمد، الهروي، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، الحنظلي، الرازي، حدثنا أبي، حدثني أبو غسان، معاوية بن عبد الله الليثي، بمدينة الرسول ﷺ، قال: حدثنا عبد الله بن نافع، عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم، عن نافع. عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن أبيه جعفر بن أبي طالب:
أن رسول الله ﷺ قال لجعفر بن أبي طالب: «ألا أهب لك، ألا أنحلك؟». فقال جعفر: بل يا رسول الله! ⦗٥٠⦘ قال: «تصلي أربع ركعات، تقرأ بأم القرآن وسورة، ثم تقول بعد ذلك: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمس عشرة مرة .. ..».
فذكر الحديث؛ يعني: في صلاة التسبيح.
1 / 49
ذكر الرواية عن العباس بن عبد المطلب ﵁ ذلك عن النبي ﷺ
٤ - أخبرنا: أبو الحسن، محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق، البزاز، وأبو الحسن، علي بن أحمد بن محمد بن داود، الرزاز، وأبو الحسن، محمد بن أسد بن علي، الكاتب - قال ابن رزق: حدثنا، وقال: - أخبرنا أحمد بن سلمان، الفقيه، حدثنا محمد بن الهيثم بن حماد- زاد الرزاز وابن أسد: (أبو الأحوص، القاضي)، ثم اتفقوا- قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني- زاد الرزاز وابن أسد: (أبو الحسن)، ثم اتفقوا - قال: حدثنا موسى بن أعين، عن أبي رجاء، عن صدقة، عن عروة بن رويم عن ابن الديلمي، عن العباس بن عبد المطلب، قال: قال لي رسول الله ﷺ:
«ألا أهب لك، ألا أفيدك، ألا أعطيك، ألا أمنحك؟». ⦗٥٢⦘ قال: فظننت أنه سيعطيني من الدنيا شيئًا لم يعطه أحدًا قبلي!
قال: «أربع ركعات إذا قلت فيهن ما أعلمك غفر لك: تبدأ فتكبر، ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثم تقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمس عشرة مرة فإذا ركعت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت - وقال الرزاز وابن أسد: فإذا قلت: (سمع الله لمن حمده)، ثم اتفقوا - قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا سجدت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك، قلت مثل ذلك عشر مرات بين السجدتين، فإذا سجدت قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك من السجود قلت مثل ذلك عشر مرات قبل أن تقوم.
ثم افعل -وقال الرزاز وابن أسد: ثم تفعل- في الركعة الثانية مثل ذلك، غير أنك إذا جلست للتشهد، قلت ذلك عشر مرات قبل التشهد، ثم افعل -وقال الرزاز: تفعل- في الركعتين الباقيتين مثل ذلك.
فإن استطعت أن تفعل ذلك في كل يوم، وإلا ففي كل جمعة، وإلا ففي كل شهر، وإلا ففي كل شهرين، وإلا ففي كل ستة أشهر، وإلا ففي كل سنة».
1 / 51
٥ - أخبرنا أبو محمد، الحسن بن علي بن محمد، الجوهري، حدثنا أبو القاسم، إبراهيم بن أحمد بن جعفر، الخرقي، حدثنا أبو العباس، محمد بن طاهر، المروزي، حدثنا أبو الأسد، جارنا، محمد بن حفص المروزي، حدثنا حماد بن عمرو، النصيبي، عن أبي رافع عن محمد بن المكندر، عن عبد الله بن عباس، قال:
قال عباس: مر بي رسول الله ﷺ فقال لي: «ألا أفيدك، ألا أمنحك، ألا أعطيك، ألا أستحييك؟». فظننت أن رسول الله ﷺ يعطيني رغبًا من الدنيا، فقلت: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله! قال: «أربع ركعات في كل يوم، أو في كل جمعة، أو في كل نصف شهر، أو في كل شهر، أو في نصف سنة، أو في كل سنة. فتكبر، ثم تقرأ الحمد وسورة، ثم تقول: (الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر). هذه مرة واحدة، تقولها خمس عشرة مرة، ثم تركع، فتقولهن عشرًا، ثم تقول: (سمع الله لمن حمده)، فتقولهن عشرًا، ثم تخر ساجدًا، فتقولهن ⦗٥٤⦘ عشرًا، ثم ترفع رأسك، فتقولهن عشرًا، ثم تقوم، فتقرأ الحمد وسورة، ثم تقولها خمس عشر مرة، تقولهن في ركوعك وسجودك: عشرًا، عشرًا. فلو كان عليك مثل رمل عالج، وعدد القطر، وأيام الدنيا، لغفر الله لك».
كذا [.. ..] أصل «كتاب الجوهري» تقصير في بعض المتن، وعليه تصحيح.
1 / 53
ذكر الرواية عن الفضل بن العباس بن عبد المطلب ﵄ ذلك عن النبي ﷺ
٦ - أخبرنا أبو علي، الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البزاز، أخبرنا أبو محمد، عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، البغوي، حدثنا أحمد بن إسحاق الوزان، حدثنا أبو سلمة المنقري، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الحميد، الطائي، حدثني أبي، قال: لقيت أبا رافع، فسألته، فحدثني عن الفضل بن عباس، عن النبي ﷺ قال:
«أربع ركعاتٍ إذا فعلتهن في سنة، أو في شهر، مرة: استفتح الحمد وسورة -ما شئت-، ثم تقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمس عشرة مرة، ثم تضع يديك على ركبتيك، فتقولها عشرًا، ثم تنتصب، فتقولها عشرًا، ثم تسجد، فتقولها عشرًا، ثم ترفع، فتقولها عشرًا، ثم تسجد، فتقولها عشرًا، ثم ترفع، فتقولها عشرًا، ثم تفعل فيهن ما فعلت في الأولى، ولا تسلم إلا ⦗٥٦⦘ في آخرهن، فذلك ألف ومئتان، فإذا فعلت ذلك وكان عليك مثل رمل عالج، وعدد القطر، ونجوم السماء، غفر الله لك ذلك».
1 / 55
٧ - أخبرني أبو أحمد، عبد الوهاب بن الحسن بن علي بن محمد، الحربي، أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، الهروي، حدثنا محمد بن علي بن معبد، المعدل، حدثنا الفضل بن عبد الله –يعني الهروي-، حدثنا حمزة بن هيصم عن عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن الفضل بن عباس، قال:
دخلت على رسول الله ﷺ بمكان، فقال: «يا فضل! ألا أحبوك، ألا أمنحك؟». قال: قلت: بلى يا رسول الله! ⦗٥٧⦘ قال: «أربع ركعات تفعل فيهن ما آمرك، إن استطعت ففي كل يوم، أو كل ليلة، أو كل جمعة، أو كل شهر، أو كل سنة .. ..» الحديث بطوله.
1 / 56
ذكر الرواية عن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ﵄ ذلك عن النبي ﷺ
٨ - أخبرنا القاضي، أبو عمر، القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، الهاشمي، بالبصرة، حدثنا أبو علي، محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي (ح) وأخبرني أبو محمد، الحسن بن علي بن أحمد بن بشار، السابوري، بالبصرة أيضًا، أخبرنا أبو بكر، محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق، التمار
قالا: حدثنا أبو داود، سليمان بن الأشعث
(ح) وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر، أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، القطيعي، بقراءتي عليه، قلت له: حدثكم أحمد بن علي بن مسلم، الأبار
قالا: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، النيسابوري
(ح) وأخبرنا أبو سعيد، محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، الصيرفي، بنيسابور، أخبرنا أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن أحمد، الصفار، الأصبهاني، ⦗٥٩⦘ حدثنا أبو بكر، عبد الله بن محمد بن عبيد، القرشي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قالا:
حدثنا موسى بن عبد العزيز -زاد الصيرفي: (العدني) -، حدثني -وفي حديث أبي داود، قال: (حدثنا) - الحكم بن أبان حدثني عكرمة -وفي حديث أبي داود: (عن عكرمة) -، عن ابن عباس:
أن رسول الله ﷺ قال للعباس بن عبد المطلب: «ألا أعلمك، ألا أمنحك؟».
-وفي حديث أبي داود، والأبار: «يا عباس! يا عماه! ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أحبوك، ألا أفعل بك؟ عشر خصال، إذا أنت فعلت ذلك، غفر الله لك ذنبك -لم يقل ابن رزق والصيرفي: (لك)، ثم اتفقوا- أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته:
أن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب -وقال الأبار: (في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب) -وسورة، فإذا- وقال الأبار: (وإذا) -فرغت من القراءة في أول ركعة، قلت وأنت قائم: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمس عشرة مرة، ثم تركع، فتقولها -وقال الصيرفي: ⦗٦٠⦘ (فتقول) -وأنت راكع عشرًا، ثم ترفع رأسك- زاد أبو داود والصيرفي: (من الركوع)، قال الأبار: -فتقول وأنت قائم عشرًا- وقال أبو داود والصيرفي: فتقولها عشرًا-، ثم تهوي ساجدًا -وقال الأبار: ثم تسجد، فتقولها عشرًا، وقال أبو داود والصيرفي: فتقولها وأنت ساجد عشرًا- ثم ترفع رأسك- زاد أبو داود والصيرفي: (من السجود)، ثم اتفقوا -فتقولها عشرًا، ثم تسجد، فتقولها عشرًا، ثم ترفع رأسك، فتقولها عشرًا، فذلك خمس وسبعون -زاد أبو داود والصيرفي: (في كل ركعة)، ثم اتفقوا -تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها كل -زاد أبو داود والصيرفي: (في كل) -يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل، ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل، ففي كل شهر مرة؛ فإن لم تفعل، ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل، ففي عمرك مرة».
هكذا روى هذا الحديث:
موسى بن عبد العزيز؛ وهو: أبو شعيب القنباري، عن الحكم بن أبان، موصولًا، مرفوعًا عن النبي ﷺ.
-وخالف إبراهيم بن الحكم بن أبان، فرواه عن أبيه، عن عكرمة، عن رسول الله ﷺ مرسلًا: لم يذكر فيه ابن عباس.
-وقد روي عن عبد القدوس بن حبيب الشامي، عن مجاهد بن جبر، عن عبد الله بن عباس: أن النبي ﷺ علمه ذلك.
-وروي عن محمد بن جحادة الأودي، وعن عمرو بن مالك النكري، وعن ⦗٦١⦘ يحيى بن سعيد الأنصاري، وعن أبي مالك العقيلي، أربعتهم عن أبي الجوزاء، أوس بن عبد الله الربعي، عن ابن عباس:
أما ابن جحادة، فروي عنه: مرفوعًا، وموقوفًا.
أما الآخرون، فروي عنهم موقوفًا، غير مرفوع.
1 / 58
فأما حديث إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه الذي رواه عن عكرمة، عن النبي ﷺ مرسلًا
٩ - فأخبرناه القاضي أبو بكر، أحمد بن الحسن بن أحمد، الحرشي، بنيسابور، أخبرنا أبو محمد، حاجب بن أحمد، الطوسي، حدثنا محمد بن رافع حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، حدثني أبي، عن عكرمة، أن رسول الله ﷺ، قال: ⦗٦٤⦘ «يا عباس! يا عم رسول الله! ألا أهدي لك، ألا أمنحك، ألا أزودك، ألا أهب لك، ألا أعطيك، ألا أحبوك؟
صل أربع ركعات من ليل شئت أو من نهار، فإذا كبرت فاقرأ ما شئت، وإذا فرغت من قراءتك، فقل خمس عشرة مرةً: (الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، ثم اركع، فإذا ركعت قلت -وأنت راكع- عشر مراتٍ: (الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر).
ثم ارفع رأسك، فقل عشر مراتٍ قبل أن تخر ساجدًا، ثم اسجد فقلها عشرًا وأنت ساجد، ثم ارفع رأسك فقلها عشرًا، ثم اسجد الثانية فقلها عشرًا وأنت ساجد، ثم ارفع رأسك فقلها عشرًا قبل أن تقوم، ثم قم فاقرأ كما قرأت، ثم قلها خمس عشرة مرة بعد أن تقرأ، ثم قلها عشرًا، عشرًا؛ كما قلت في الركعة الأولى، ثم الباقيتين؛ فإنه يغفر لك ذنبك: صغيره وكبيره، وحديثه وقديمه، وعمده وجهله، وسره وعلانيته، كلها.
إن استطعت كل يوم مرة، وإلا ففي كل جمعة مرة، وإلا ففي كل شهر مرة، وإلا ففي كل سنة مرة، وإلا ففي عمرك من الدنيا مرة واحدة».
1 / 63
وأما حديث عبد القدوس بن حبيب عن مجاهد، عن ابن عباس
١٠ - فأخبرناه أبو نعيم، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، الحافظ بأصبهان، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، الطبراني، حدثنا إبراهيم بن ⦗٦٦⦘ محمد بن برة، الصنعاني، حدثنا هشام بن إبراهيم، أبو الوليد، المخزومي، حدثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبد القدوس بن حبيب، عن مجاهد، عن ابن عباس، أن رسول الله ﷺ قال له: «يا غلام! ألا أحبوك، ألا أنحلك، ألا أعطيك؟». قال: قلت: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله!
قال: فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال. فقال: «أربعًا تصليهن في كل يوم، فتقرأ بأم القرآن وسورة، ثم تقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرًا، ثم ترفع فتقولها عشرًا، ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك.
فإذا فرغت قلت بعد التشهد وقبل التسليم: اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم؛ حتى أخافك. اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك؛ حتى أعمل بطاعتك عملًا ⦗٦٧⦘ أستحق به رضاك، وحتى أناصحك في التوبة؛ خوفًا منك، وحتى أخلص لك النصيحة؛ حبًا لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن الظن بك، سبحان خالق النور. فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس، غفر الله لك ذنوبك: صغيرها وكبيرها، وقديمها وحديثها، وسرها وعلانيتها، وعمدها وخطأها».
1 / 65
وأما حديث محمد بن جحادة عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس المرفوع
١١ - فأخبرناه علي بن يحيى بن جعفر، الإمام بأصبهان، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، الطبراني، حدثنا إبراهيم بن هاشم، البغوي، حدثنا محرز بن عون، حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة، عن أبي الجوزاء، قال: قال ابن عباس: يا أبا الجوزاء! ألا أحبوك، ألا أنحلك، ألا أعطيك؟ قلت: بلى!
قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من صلى أربعًا، يقرأ في كل ركعة بأم القرآن وسورة؛ فإذا فرغ من القراءة قال: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، فهذه واحدة حتى يكمل خمس عشرة، ثم تركع، فتقولها عشرًا، ثم ترفع رأسك، فتقولها عشرًا، ثم ⦗٦٩⦘ تسجد، فتقولها عشرًا، ثم ترفع رأسك، فتقولها عشرًا، ثم تسجد، فتقولها عشرًا، ثم ترفع رأسك، فتقولها عشرًا، فهذه خمس وسبعون في كل ركعة، حتى تفرغ من أربع ركعات». قال: «فمن صلاهن، كفر له كل ذنبٍ عمله: قليل أو كثير، قديم أو حديث، سر أو علانية، كان أو هن كائن».
1 / 68
وأما حديث محمد بن جحادة الموقوف
١٢ - فأخبرناه أبو الحسن، أحمد بن عبد الله بن محمد، الأنماطي، أخبرنا أبو الحسين، محمد بن المظفر بن موسى، الحافظ، حدثنا أبو علي، الحسن بن محمد ان شعبة، حدثنا محمد بن عمران، الهمداني.
(ح) وأخبرناه أبو بكر، محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله، القرشي، أخبرنا أبو الحسن، علي بن عمر بن أحمد، الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن إبراهيم بن حفص، أبو سفيان الترمذي، سنة ثلاث وستين ومئتين، حدثنا الجارود بن معاذ واللفظ لحديثه
قالا: حدثنا القاسم بن الحكم، حدثنا أبو جناب
عن محمد بن جحادة، عن أبي الجوزاء، قال: جاورت ابن عباس ائنتي عشرة سنة، ما تركت آية من القرآن إلا سألته عنها. ⦗٧١⦘ فقال ابن عباسٍ: ألا أحبوك، ألا أدلك، ألا أرفدك، ألا أعلمك ما إذا فعلته غفرت لك ذنوبك: سرها وعلانيتها، قديمها وحديثها، ما كان وما هو كائن؟ قلت: بلى! قال: فإذا قرأت السورة؛ فقل: (لا إله إلا الله، والحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر) خمس عشرة، ثم اركع فقلها عشرًا، ثم ارفع فقلها عشرًا، ثم اسجد فقلها عشرًا، ثم ارفع فقلها عشرًا، ثم اسجد فقلها عشرًا، ثم ارفع فقلها عشرًا، في كل ركعة خمس وسبعين، وفي كل ركعتين خمسون ومئة، وفي كل أربع ثلاث مئة، فذلك في الحساب ألف ومئتان، وفي الحسنات اثنا عشر ألفًا.
1 / 70
وأما حديث عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس
١٣ - فأخبرناه: أبو الحسن، محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الثاني، ومحمد بن عبد الملك، القرشي، قالا: أخبرنا علي بن عمر، الحافظ، قال: قرئ على عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، وأنا أسمع: حدثكم محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي الجوزاء، قال:
بعث ابن عباس إلى أبي الجوزاء، فقال: ألا أجيزك، ألا أحبوك، ألا أعلمك شيئًا لو كنت أعظم أهل الأرض ذنبًا لغفر الله لك؟ قال: أربع ركعات تصليهن قبل الظهر، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، ثم تسبح على إثرها خمس عشرة تسبيحة، وتحمد الله خمس عشرة، وتهلل خمس عشرة، وتكبر خمس عشرة، ثم تركع، فإذا ركعت سبحت عشرًا، وحمدت عشرًا، وهللت عشرًا، وكبرت عشرًا، فإذا خررت ساجدًا، فسبح، واحمد الله، ⦗٧٣⦘ وكبر، وهلل، ثم ارفع رأسك فافعل نحوًا مما فعلت، ثم ارفع رأسك، فافعل كما فعلت في السجود، هذه بركعة واحدة، والثلاث البواقي مثل فعل هذه.
1 / 72
١٤ - أخبرني علي بن أبي علي البصري، حدثنا علي بن عمر بن محمد، الحربي، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى، ⦗٧٤⦘ الضعيف، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا روح بن المسيب، حدثنا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، بهذا الحديث.
1 / 73
وأما حديث يحيى بن سعيد عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس
١٥ - فأخبرناه الحسن بن علي بن محمد، الجوهري، أخبرنا محمد بن المظفر، الحافظ، حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، حدثنا أبي، حدثنا أبو عاصم، عصمة بن عبد الله، الأسدي، حدثنا محمد بن عبد الله عن يحيى بن سعيد، عن أبي الجوزاء، قال: قال ابن عباس:
ألا أحبوك، ألا أعطيك، ألا أخبرك بشيء إذا فعلته غفرت لك ذنوبك: ما أسررت منها وما أعلنت، وما عملت منها وما أنت عامل؟ قال: قلت: بلى! قال: تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة معها؛ وتسبح مع كل تكبيرة خمس عشرة، وتحمد خمس عشرة، وتهلل خمس عشرة، وتكبر خمس عشرة. قال: قلت: لا أقوى على هذا في كل يوم! قال: ففي كل جمعة. ⦗٧٦⦘ قلت: لا أقوى! قال: ففي كل شهر. قال: قلت: لا أقوى! قال: ففي كل سنة.
1 / 75
وأما حديث أبي مالك العقيلي عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس
١٦ - فأخبرناه أبو سعيد، محمد بن موسى بن الفضل، الصيرفي، بنيسابور، أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد، الصفار، الأصبهاني، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا أشرس، أبو سفيان عن أبي مالك العقيلي، قال: كنت مع أبي الجوزاء وكان إمام قومه، فقال للمؤذن: إذا رأيتني، فلا تقم الصلاة حتى أصلي. فصلاهن مرارًا وأنا معه، قبل الظهر، أربع ركعات، فسألته؟
فقال: حدثني ابن عباس، قال: ما من رجل صلى هذه الأربع ركعات، ثم كانت له ذنوب مثل زبد البحر إلا غفرت له ذنوبه. ⦗٧٨⦘ فقلت: وما زبد البحر؟
فقال: إن هذا الخلق أحاط بهم بحر. فقلت: وما بعد البحر؟ قال: هواء. قلت: وما بعد الهواء؟ قال: بحر أحاط بهذا الهواء والبحر الداخل، إلى سبعة أبحر، والثامن هواء. قلت: وما بعد الثامن؟ قال: ثم انتهى الأمر. لو أن رجلًا صلى هذه الأربع ركعات، ثم كانت ذنوبه مثل عدد البحور السبعة وما في ذاك الهواء من: شجرة، أو ورقة، أو حصى، أو ثرى، إلا انصرف مغفورًا له!
قال ابن عباس: تقوم فتكبر، ثم تقرأ، ثم تقول بعد القراءة خمس عشرة مرة: (لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، فهذه واحدة، ثم تركع فتقولها عشر مرات، وحين ترفع عشر مرات، وحين تسجد عشر مرات، وحين ترفع عشر مرات، ثم تقوم فتقولها خمس عشرة مرة.
1 / 77
ذكر الرواية عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ﵄ ذلك عن النبي ﷺ
١٧ - في كتابي عن القاضي أبي العلاء، محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب، الواسطي، مما لم أر عليه علامة السماع [.. ..] عبد الله بن محمد بن عبد الله، المزني، بواسط، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا الحسن بن قتيبة، حدثنا عبد الله بن زياد، وهو ابن سمعان.
حدثني معاوية وعون ابنا عبد الله بن جعفر، عن أبيهما، أن رسول الله ﷺ قال لجعفر: «ألا أعطيك، ألا أحبوك، ألا أمنحك .. ..». وساق الحديث بطوله.
1 / 79
ذكر الرواية عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ ذلك عن النبي ﷺ
١٨ - أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز، أخبرنا أحمد بن سلمان بن الحسن، الفقيه، قال: قرئ على يحيى بن جعفر بن الزبرقان، وأنا أسمع، حدثنا يحيى بن السكن، حدثنا المستمر بن الريان، حدثنا أبو الجوزاء، عن عبد الله بن عمرو: أنه أوصى بأربع ركعات ورغب فيهن، قال:
لتكبر، ثم لتقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، وتقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمس عشرة مرة من قبل أن تركع، وعشرًا إذا ركعت، وعشرًا إذا رفعت رأسك، وعشرًا إذا سجدت، وعشرًا إذا رفعت رأسك.
1 / 80