وأنبأنا أبو بكر أحمد بن سعيد الصوفي بأصبهان، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الباغبان [3] ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن [إسحاق بن محمد بن يحيى] [4] ابن منده [5] ، قال ابن سياوش وعاصم والمسيب وابن مندة: أنبأنا أبو عمر عبد الواحد [ابن محمد] [6] بن عبد الله بن مهدي الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه [7] حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا الثوري، حدثنا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أحب [8] إلى الله فيهن العمل- أو قال: أفضل فيهن العمل -[من] [9] أيام العشر» ، قيل: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه فلا يرجع من ذلك بشيء» [10] . سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن ملاعب القواس جارنا يقول: كان القاضي عبد الملك بن الحديثي يخرج من دار والده قاضي القضاة راكبا بالعمامة الكبيرة والقميص والطيلسان، والوكلاء والركابية بين يدي فرسه إلى باب منزله، فإذا نزل ودخل داره ذهبت الجماعة، وخرج هو من منزله ماشيا وعليه ثياب قصيرة مختصرة صغيرة الأكمام وعمامة لطيفة والمصلى على كتفه [1] ، حتى يأتي مسجده بالسوق فيقف على بابه ويؤذن بالصلاة، ثم يدخل المسجد فيصلي التحية والسنة، ثم يخرج وقيم الصلاة ويصلي بالناس إماما، وكان يسحر الناس في ليالي شهر رمضان، وكانت له معرفة حسنة بالمواقيت.
بلغنا أن القاضي عبد الملك بن الحديثي خرج إلى الحج في سنة تسع وستين وخمسمائة فحج وعاد إلى بغداد في سنة سبعين، ودخلها في صفر وقد توفي والده قاضي القضاة، [فعرض عليه منصب قضاء القضاة] [2] فلم يجب واعتذر، وتردد الكلام في ذلك أياما، ومرض وتوفي في يوم الأحد الرابع والعشرين من صفر [من سنة سبعين] [3] ودفن عند والده بحاج ظفر- رحمة الله عليهما.
20- عبد الملك بن شجاع بن إبراهيم بن عبد العزيز بن المرزبان [4] البغوي ، أبو محمد الشاهد المعروف بابن الخراساني:
نسيب أبي القاسم البغوي المحدث، كان من الشهود ببغداد، ومن بيت [5] الحديث والرواية، ولم يبلغني له رواية، كان مولده في سنة إحدى وستين ومائتين، وتوفي ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رجب سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
ذكره القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي [6] الواسطي في كتاب «تاريخ القضاة والحكام» من جمعه.
نامعلوم صفحہ