ذيل لب اللباب
في تحرير الأنساب
1 / 1
حقوق الطبع محفوظة
المركز الرئيس: اليمن - صنعاء
ت: ٧٣٣٧٠٢٧٩٢ - ٠٠٩٦٧
ص. ب: صنعاء (٤١٧٣)
البريد الإلكتروني: [email protected]
الطبعة الأولى ١٤٣٢هـ الموافق٢٠١١م
1 / 2
ذيل
لب اللباب
سلسلة أعمال حديثية
تنشر لأول مرة (٥)
في تحرير الأنساب
تصنيف
شهاب الدين أحمد بن أحمد العجمي الوفائي
المتوفى سنة (١٠٨٦هـ)
(ينشر لأول مرة على أربع نسخ خطية)
دراسة وتحقيق
د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فبين يديك أخي القارئ الكريم أحد أعمال مشروعنا الذي أطلقنا عليه اسم «مشروع سلسلة أعمال حديثية تنشر لأول مرة»، عمدنا فيه إلى إخراج كنوز تراثية لا تزال قابعة في عالم «ألَّا مطبوع»، فنزيح عنها-بحول الله وقوته- غبار الزمان، ونكشف الستار عن مكنونها وخباياها، لنخرجها إلى عالم «المطبوع» في حُلَّةٍ قشيبة-بعون الله وتوفيقه- ليعم الانتفاع بها بين أهل العلم وطلابه.
أما المجموعة الأولى من أعمال هذه السلسلة فهي:
١ - «قضاء الوطر من نزهة النظر» للَّقاني المالكي، طبع عن المكتبة الأثرية بالأردن في ثلاثة مجلدات.
٢ - «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» طبع عن مركز النعمان ودار ابن عباس في تسعة مجلدات.
٣ - «التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» للحافظ ابن كثير، وقد وَصَلَنا القسم الأخير منه، يصدر قريبًا بإذن الله في أربعة مجلدات.
٤ - «ذيل لب اللباب في الأنساب» لابن العجمي، وهو الذي بين
1 / 5
يديك.
٥ - «تجريد الأسماء والكنى» للفراء، يصدر قريبًا بإذن الله في مجلد.
٦ - «شرح ألفية العراقي» للعيني، يصدر قريبًا بإذن الله في مجلد.
٧ - «مفتاح السعيدية في شرح الألفية الحديثية» لابن عمار المالكي، يصدر قريبًا بإذن الله في مجلد.
٨ - «بهجة المحافل وأجمل الوسائل في التعريف برواة الشمائل» للقاني المالكي، يصدر قريبًا بإذن الله في مجلدين.
وأنا أعمل بِجِدٍّ في هذا المشروع بإزاء مشروعي الآخر «موسوعة العلامة الألباني» والذي صدر منه العمل الأول «جامع تراث الألباني في العقيدة» في تسعة مجلدات، سائلًا المولى ﷿ أن يُنْعِم عليِّ بالأسباب المعينة على إنجاز هذه الأعمال وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتي يوم ألقاه.
وكما عودنا الإخوة القُرَّاء فقد قدمنا لكتاب «ذيل لب اللباب» بدراسةٍ حول الكتاب ومنهج مؤلفه فيه، ومن ثَمَّ الكلام على المنهج الذي ارتضيناه في تحقيقه، والله من وراء القصد.
وكتب
د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان
في صنعاء اليمن حرسها الله
في يوم الأربعاء ١٩/ ٨/١٤٣٢هـ
الموافق ٢٠/ ٧/٢٠١١م
1 / 6
شكر وعرفان
يسرني في هذا المقام أن أتقدم بشكر خاص إلى أخي الكريم
فؤاد الزيلعي الذي قام بجهد كبير كعادته في صف وتنسيق وإخراج الكتاب.
وإلى الإخوة الأفاضل حسن الزيلعي وحسين الوعوعي اللذين شاركا في مراحل المقابلة والمراجعة جزاهما الله خيرا.
والحمد لله أولا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا.
1 / 7
مقدمة التحقيق والدراسة
الحمد لله الذي أحسن كل شئ خلقه، وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم جعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتناصروا، وبطونا وفصائل ليتآلفوا ويتظاهروا، فتارة يتناسبون بالآباء والأجداد، وطورًا بالصناعات والبلاد، ذلك من فضل الله والله ذو الفضل العظيم.
والصلاة والسلام على رسوله محمد سيد العرب والعجم، المرسل إلى كافة الأمم، وعلى آله وصحبه وسلم (١).
أما بعد: فإن معرفة الأنساب من أعظم النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده، لأن تَشَعُّبَ الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهِّدة لحصول الائتلاف، وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفِطَر على ما قال تعالى: ﴿وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ
_________
(١) من مقدمة ابن الأثير على «اللباب»: (١/ ٧).
1 / 8
وَأَلْوَانِكُمْ﴾ [الروم:٢٢] (١).
ولأهمية هذا العلم توجَّهَت عناية العلماء لإفراده بالجمع والتصنيف، فكان كتاب «الأنساب» لأبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني من أعظم وأوسع وأشمل ما صُنِّفَ في هذا الباب، حتى قال ابن الأثير في وصفه (٢): «فلو قال قائل أن هذا تصنيف لم يسبق إليه لكان صادقًا، ولو زعم أنه استقصى الأنساب لكان بالحق ناطقًا».
إلا أن ابن الأثير ﵀ حين أمعن النظر في كتاب أبي سعد رأى أنه قد أطال واستقصى حتى خرج – في نظره- عن حد الأنساب وصار بالتواريخ أشبه، ووقف فيه على أوهام، فشرع حينها في اختصار الكتاب والتنبيه على ما فيه من غلط وسهو (٣)، فكان كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب».
ثم جاء بعدهما الحافظ السيوطي فاختصر كتاب ابن الأثير وأورد زيادات كثيرة عليه في كتابه «لب اللباب في تحرير الأنساب».
_________
(١) من مقدمة السمعاني على «الأنساب»: (١/ ٤٠٣).
(٢) «اللباب»: (١/ ٨).
(٣) المصدر السابق.
1 / 9
إلى أن جاء الحافظ أحمد بن أحمد العجمي فصنف ذيلا على كتاب السيوطي، فزاد عليه زيادات كثيرة نُقَدِّمُهَا اليوم للقراء الكرام لأوَّل مرة، محققة منقحة؛ لتكتمل سلسلة الذيول على كتاب السمعاني، وقد لمستُ أهمية هذا الكتاب وأنا أعمل على تحقيق كتاب «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» حيث كانت تمر بي بعض الأنساب فلا أجدها إلا فيه، فقوي العزم على إخراجه ليستفيد منه الباحثون ويعم به النفع.
1 / 10
المبحث الأول
ترجمة المصنف أحمد بن أحمد العجمي (١)
﵀
اسمه ولقبه ونسبه ومذهبه:
هو: أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد، المعروف بالعجمي، الشافعي، الوفائي، المصري، الأزهري، شهاب الدين.
مولده:
كانت ولادته في ثالث عشر رجب سنة أربع عشرة بعد الألف.
شيوخه وطلبه للعلم:
ذكر العجمي في مشيخته أنه في مبدأ أمره اجتمع بالنور الزيادي بصحبة
_________
(١) مصادر ترجمته: «خلاصة الأثر»: (١/ ١١٢) و«هدية العارفين»: (١/ ٨٧) و«الأعلام»: (١/ ٩٢).
1 / 11
والده أحمد مرتين وحل نظره عليه.
ثم ابتدأ الاشتغال في سنة سبع وعشرين وألف، فقرأ على الشيخ على الحلبي صاحب «السيرة»، والبرهان اللقاني، والشهاب الغنيمي، وقاضي القضاة الشهاب الخفاجي، والشمس الشوبري، وسلطان المزاحي، والشمس البابلي، والعلا الشبراملسي، وغيرهم.
تلاميذه:
أخذ عن أحمد ابن العجمي جماعة منهم:
إبراهيم الخياري.
وابراهيم بن محمد بن عبد العزيز الجينيني ثم الدمشقي وغيرهما.
مؤلفاته:
من مؤلفاته:
«شرح ثلاثيات البخاري».
«رسالة في الآثار النبوية».
«مشيخة» استوفي أخبار أشياخه فيها.
1 / 12
«ملخص الفهرس الصغير» للسيوطي.
«تنزيه المصطفى المختار مما لم يثبت من الأخبار».
«كرامات الأولياء».
«ذيل لب اللباب في تحرير الأنساب». وهو الذي بين يديك.
ثناء العلماء عليه:
قال المحبي: الإمام المفنن اللَّوذعي، كان من أجلَّاء علماء مصر، له الفضل الباهر، والحافظة القوية، والذهن الثاقب، وكان صدوقًا، حسن العشرة والمحاضرة، وإليه النهاية في معرفة التاريخ، وأيام العرب، وأنسابهم، مع ما انضم إليه من معرفة بقية الفنون، وكان مرجعًا لأفاضل العصر في مراجعة المسائل المشكلة لطول باعه، وسعة اطلاعه، وكثرة الكتب التي جمعها.
وقال الخياري: وبالجملة فإنه مستجمِعٌ للعلم والحِلْم والظرف، ومستكمل في الفضل الاسم والفعل والحرف، تفنن في العلوم العقلية والنقلية، الفرعية والأصلية، فأخذها عن أهلها، وأوصل الأمانة إلى محلها، وقد جمع من الكتب المؤلفة في سائر العلوم والفنون فأوعى، وحصلها
1 / 13
بسائر أقسامها فصلًا وجنسًا ونوعًا، بحيث أصبح بمصر خزانة العلم الذي عليه في النقل يعول وإليه في ذلك يُشار، وعمدة الفضلاء الذين يَرِدُون من مَعِين كتبه البحار. انتهى.
وكان الشبر املسي مع جلالته يحترمه، ويثني عليه، ويراجعه في كثير من المسائل وأسماء الرجال.
وفاته:
وتوفي ليلة الأربعاء، ثامن من عشر ذي القعدة، سنة ست وثمانين وألف، ودُفِنَ بمقبرة المجاورين.
1 / 14
المبحث الثاني
التعريف بكتاب ابن العجمي
من خلال مقدمته وخاتمته
جاء في مقدمة هذا الكتاب ما نصه:
فيقول الفقير إلى الله تعالى عبد الرحمن الأُشْمُوني: هذا ما جَرَّدْتُهُ من خط شيخنا شيخ الإسلام والمسلمين، سيدنا ومولانا الشيخ أحمد العجمي من هامش نسخة «لب اللباب» للسيوطي بعد إذن نجله مولانا شيخ الإسلام الشيخ محمد أبي العز العجمي ...
وجاء في خاتمته ما نصه:
يقول مجرده الفقير عبد الرحمن بن عبد العظيم بن عبد الرحمن بن محمد بن تقي الدين الأُشْمُوني:
هذا آخر ما وُجِدَ بخط شيخنا خاتمة الحفاظ والمحدثين وعمدة المحققين والمدققين: مولانا الشيخ أحمد بن أحمد العجمي الوفائي الوفوي رحمه الله تعالى ورحم مشايخه وأصوله وتلاميذه، وذلك مما
1 / 15
بهامش نسخته «لب اللباب في تحرير الأنساب» للإمام الحافظ السيوطي، وكتب بخطه في آخر نسخته المرقومة: نُقِل ذلك من خط الشيخ محمد بن علي بن أحمد الداودي المالكي رحمه الله تعالى، وغالب ما بهامش هذه النسخة من خطه أيضًا، ثم أَلحَقْتُ أكثر مما نُقِلَ من خط الداودي، ولله الحمد. انتهى.
وهذان النقلان يوضحان موضوع الكتاب، ويتلخص ذلك في التالي:
- علق الشيخ محمد بن علي بن أحمد الداودي المالكي (١) ﵀ على هامش نسخته من «لب اللباب» للسيوطي تعليقات فيها تنقيح وإضافات على ما ذكره السيوطي.
- نقل الشيخ أحمد بن أحمد العجمي هذه التعليقات على هامش نسخته هو من «لب اللباب».
- ثم زاد عليها زيادات كثيرة فجاءت أكثر مما نقله عن الداودي.
- ثم جاء عبد الرحمن الأُشموني فاستأذن ابن الشيخ أحمدالعجمي في تجريد وإفراد حواشي أبيه على «لب اللباب» للسيوطي فأذن له.
- فأفرد الأشموني هذه الحواشي فكان كتاب «ذيل لب اللباب في تحرير الأنساب» لأحمد بن أحمد العجمي.
_________
(١) صاحب «طبقات المفسرين»، والمتوفي سنة (٩٤٥).
1 / 16
المبحث الثالث
منهج ابن العجمي في كتابه
تتلخص أهم الملامح المنهجية التي سار عليها ابن العجمي في كتابه في التالي:
- زاد ابن العجمي الكثير من الأنساب التي فاتت السيوطي في كتابه «لب اللباب».
- يذكر ابن العجمي النسبة ثم يذكر في الغالب لأيِّ شيءٍ هي، ثم يذكر أحيانًا بعض من اشتهر بها.
- الأنساب التي أوردها ابن الأثير في كتابه لكنها فاتت السيوطي فلم يوردها في «لبه» يستدركها ابن العجمي عليه. مثالها: الآزاذاني، الأبرص، الأجير، الأحدب، البهزي، الكماري، وغيرها.
- إذا ذكر السيوطي وجهًا واحدًا في نسبةٍ ما، فإن ابن العجمي يوردها في كتابه إذا أراد أن يضيف وجوهًا أخرى فيها.
- هناك نسب أورها السيوطي في كتابه لكنه أجحف الكلام عليها
1 / 17
جدًا، فأوردها ابن العجمي في كتابه متوسعًا. مثالها: الأرزنجاني، البَهي، البلاذري.
- هناك نسب أوردها السيوطي ومن سبقه ولكنهم لم يضبطوها، فأوردها ابن العجمي ليضبطها كالخوارزمي.
- جاء الكلام على الأنساب في كتاب ابن العجمي مختصرًا في الجملة.
1 / 18
المبحث الرابع
موارد ابن العجمي
المطالع لكتاب ابن العجمي يتعجب من كثرة موارده وتنوعها في كتابه هذا على صغر حجمه، مما يدل على سعة اطلاعه وطول نفسه في جمع مادته، وهذه قائمة بموارد ابن العجمي في كتابه:
- «حواشي الداودي على لب اللباب»، وهذا هو المورد الرئيس لابن العجمي كما تقدم.
- «اللباب في تهذيب الأنساب» لابن الأثير.
- «الانساب» للسمعاني.
- «تبصير المنتبه» للحافظ ابن حجر، وهو من الكتب التي أكثر ابن العجمي من النقل عنها.
- «وفيات الأعيان» لابن خلكان، وهو من الكتب التي أكثر ابن العجمي من النقل عنها.
1 / 19
- «الجواهر المضية» لعبد القادر القرشي، وهو من الكتب التي أكثر ابن العجمي من النقل عنها.
- «جامع الأصول» لابن الأثير، وهو من الكتب التي أكثر ابن العجمي من النقل عنها.
- «الدرر الكامنة» للحافظ ابن حجر، وهو من الكتب التي أكثر ابن العجمي من النقل عنها.
- «الضوء اللامع» للسخاوي، وهو من الكتب التي أكثر ابن العجمي من النقل عنها.
- «المقفى الكبير» للمقريزي، وهو من الكتب التي أكثر ابن العجمي من النقل عنها.
- «عنوان الزمان» للبقاعي، وهو من الكتب التي أكثر ابن العجمي من النقل عنها.
- «طبقات الشافعية الكبرى» للسبكي، وهو من الكتب التي أكثر ابن العجمي من النقل عنها.
- «التكمة لوفيات النقلة» للمنذري، وهو من الكتب التي أكثر ابن
1 / 20
العجمي من النقل عنها.
- «طبقات الشافعية الكبرى» للسبكي، وهو من الكتب التي أكثر ابن العجمي من النقل عنها.
- «فتاوى ابن حجر الهيتمي».
- «الفائق في غريب الحديث» للزمخشري.
- «معجم البلدان» لياقوت الحموي.
- «مراصد الاطلاع» للبقاعي.
- «أساس البلاغة» للزمخشري.
- «شرح الرسالة» لشيخ الإسلام.
- «حواشي ابن الشحنة» على «الجواهر المضية».
- «فهرست اليونينية».
- «شرح الكافيجي على تهذيب المنطق».
- «القاموس المحيط» للفيروز أبادي.
- «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي.
1 / 21