Dhayl Lisan al-Mizan
ذيل لسان الميزان
ناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤١٨ هـ
پبلشر کا مقام
مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية
اصناف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 2
ذَيْلُ لِسَانِ المِيْزَانِ
«رُوَاةٌ ضُعَفَاءُ أوْ تُكُلِّمَ فيهِم، لَمْ يُذكَرُوا فِي كُتُبِ الضُّعَفَاءِ وَالمتَكَلَّمِ فيهِم»
1 / 3
(ح) دَارُ عَالم الْفَوَائِد للنَّشر وَالتَّوزيع، ١٤١٨ هـ
فهرسة مكتبة الْملك فَهد الوطنية أثْنَاء النشر
العوني، حَاتِم بن عَارِف
ذيل لِسَان الْمِيزَان - الرياض.
٢٧٢ ص؛ ١٧ × ٢٤ سم
ردمك: ٥ - ٦ - ٩١٨١ - ٩٩٦٠
١ - الحَدِيث - تراجم الروَاة.
٢ - الحَدِيث - الْجرْح وَالتَّعْدِيل. أ- العنوان
ديوي ٢٣٤.٦ - ٣٢٠٩/ ١٨
رقم الْإِيدَاع: ٣٢٠٩/ ١٨
ردمك: ٥ - ٦ - ٩١٨١ - ٩٩٦٠
حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة
الطبعة الأولى
غرّة ذِي الْحجَّة ١٤١٨ هـ
دَارُ عَالم الْفَوَائِد
للنَّشر وَالتَّوزيع
مَكَّة المكرمة - ص ب: ٢٩٢٨
هَاتِف: ٥٤٥٧٦٠٦ - فاكس: ٥٤٥٧٦١٠
1 / 4
المقدمة
الحمد لله الذي لا إله إلا هو، ولا رب سواه.
أحمدك ربّي معترفًا بجحود حمدي عن شُكْر نعمة حَمْدِك، فأحمدك ربي مع يأسي عن حق حمدك طاعةً لأمرك. فما حُمِدْتَ إلا بحمدك، ولا قَبِلْتَ إلا بعَفْوك، ولا رضيتَ إلا بحلمك.
فلله الحمد كُلُّه، لطيفُه وجلُّه؛ ما رُفع منه في كُتُبِ الأتقياء، ودوّت به الملائكة في السماء، وتجلجل تقديسُه في صدور الأنبياء؛ وما لهجت به حقائقُ الوجود، وغيبتُه الغُيوب عن عوالم الشهود؛ وما حَمِدْتَ به نَفْسَك وأنزلته في كُتُبِك، وما حمدتَ به نَفْسَك واختصصتَ به نفسَك.
إلهي فتشفّعتُ إليك بعبوديّتي لك أن تقبل حَمْدي، وتوسّلتُ إليك -ربّي- بافتقار كُلّي إليك أن تقبل حمدي، واستغثتُ بك -خالقي- بتمام عجزي عن كُنْهِ حمدك أن تقبل حمدي، وتمسّحْتُ بأعتاب جودك -راحمي- أن تقبل حمدي.
وأصلّي وأسلّم على عبد الله ورسوله محمَّد سيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين، صلاةً تنفعني في العُقْبى،
1 / 5
وأدّخرها ليوم الشفاعة العُظمى. فاللهم صَلِّ على عبدك ورسولك محمَّد أتمَّ الصلوات المباركات، وسلم اللهم عليه تسليمًا كثيرًا، وعلى آل بيته من ذريته وأزواجه أمهات المؤمنين، وعلى أصحابه أجمعين، وعلى مُقْتَفِي آثارهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد جعل الله تعالى سنةَ النبي ﷺ حِصْنَ دينه الحصين، ورُكنَ شرعه الرَّكين. ولذلك فإن الوَعْدَ الإلهي بحفظ كتابه الكريم، وبنُصرة دينه، وببقائه إلى يوم الدين؛ متضمن الوعدَ بحفظ السنة النبويّة المشرفة، وبنُصْرَتها، وببقائها؛ لأن السنة بيانُ الكتابِ، ولأنّها (معه) هي الدين والشريعة.
ولذلك فإن قول الله تعالى ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)﴾ [الحجر: ٩]، وَعْدٌ بحفظ القرآن الكريم والسنة المشرفة معًا.
غير أن الله ﷿ قد شاء بتقدير علمه ولطيف حكمته أن يُوكل حِفْظَ السنّةِ إلى النّاس، وأن يتكفّل هو بحفظ كلامه المنزّل (القرآن الكريم). لذلك فقد هيّأ الله تعالى في هذه الأمّة أئمةً أعلامًا، وسخّر فيها علماء عظامًا، لحفظ دينه، بحفظ السنة النبويّة المشرفة.
والحقُّ يقول، والتاريخُ يُخبر، والوجودُ يشهد، والبدائةُ لا تتردد: أن علوم السنة المشرفة التي أنشاها علماء هذه الأمّة معجزةٌ
1 / 6
وخارقةٌ للعادات، ما كانت لتكون لولا قَدَرُ الله تعالى بتأييد هذا الدين!
ومن أجلّ علوم السنة وأعظمها خطرًا: علمُ الجرح والتعديل، ومعرفةُ مَن تُقبل روايته أو تُرَدُّ؛ حيث إنه العلم الذي به تم تمحيص النّقل، وعليه بُني نَقْدُ الأخبار، ومن أحكامه شعَّ نورُ السُّنةِ في صدور علماءِ السُّنةِ فميّزوا به السنّةَ من غيرها.
وقد بذل أئمةُ الحديثِ ونقّادُه في علم الجرح والتعديل قُصارى جهدهم، ونقّبوا عن أخبار الرواة، وبحثوا عن أحوالهم، وأرّخوا لهم، بما لا يُعرف بعضُه (ولا بعضُ بعضِه) لأمّةٍ من الأمم. فصنّفوا في ذلك كتب تراجم الرواة وتواريخهم، وأبدعوا في تنويع التصنيف، وأتقنوا ذلك الإبداع؛ حتى خرجت تلك الجهودُ وعليها نفحةُ التوفيق الإلهي، وتدل على التأييد الربّاني لأولئك العلماء.
يقول الإِمام الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) في مقدّمة كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال (١/ ١ - ٢): "وقد ألّف الحفاظُ مصنّفاتٍ جمةً في "الجرح والتعديل" ما بين اختصار وتطويل. فأوّل من جُمع كلامه في ذلك الإمامُ الذي قال في أحمد بن حنبل: ما رأيتُ بعينيَّ مثل يحيى بن سعيد القطان؛ وتكلم في ذلك بعده تلامذته: يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وعَمرو بن علي الفلاس، وأبو خيثمة؛ وتلامذتُهم: كأبي زرعة، وأبي حاتم،
1 / 7
والبخاري، ومسلم، وأبي إسحاق الجوزجاني السعدي؛ وخلقٌ بعدهم، مثل: النسائي، وابن خزيمة، والترمذي، والدولابي، والعقيلي (وله مصنّفٌ مفيدٌ في معرفة الضعفاء)؛ ولأبي حاتم ابن حبان كتابٌ كبيرٌ عندي في ذلك؛ ولأبي أحمد ابن عدي كتاب الكامل، هو أكمل الكتب وأجلّها في ذلك؛ وكتابُ أبي الفتح الأزدي، وكتاب أبي محمَّد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" والضعفاء للدارقطني، والضعفاء للحاكم، وغير ذلك.
وقد ذيّل ابن طاهر المقدسي على (الكامل) لابن عدي بكتابٍ لم أره، وصنّف أبو الفرج ابن الجوزي كتابًا كبيرًا في ذلك ... ".
ثم صنّف الإمامُ الذهبيُّ كتابه (ديوان الضعفاء)، ثمّ (ذيلَ ديوان الضعفاء)، ثم ضمَّ الذيلَ إلى الأصلِ مع زياداتٍ في (المغني في الضعفاء)؛ ثم خَتَمَ ذلك بكتابه العظيم (ميزان الاعتدال في نقد الرجال)، الذي شمل فيه ما هو على شرطه مما بلغه عِلْمُه؛ حيث إن الأمر أعظم من أن يُحاطَ به كلّه، كما قال الذهبي في ذيل ديوان الضعفاء (١٥): "وهذا شيءٌ لا سبيل إلى استيعابه، وإنما هو بحسب ما عرفت".
ولجليل قَدْر (الميزان)، ولعظيم شُمُولهِ، ولكونه ثمرةَ جهودٍ متواصلة من علماء الأمّة في تمييز الضعفاء ومعرفة المجروحين، من القرون الأولى إلى عصر الإِمام الذهبي؛ جعل العلماءُ (الميزانَ)
1 / 8
إمامَ كُتُبِ الضعفاء والمجروحين، وأصلًا أصيلًا لمعرفة المتكلَّم فيهم من الناقلين. بل بلغ الأمر إلى درجة أن اعتبر بعضُ أهل العلم عدمَ وجود راوٍ في (ميزان) الذهبي دليلًا على توثيقه! كما فعل الهيثمي (ت ٨٠٧ هـ) في كتابه (مجمع الزوائد)، حيث قال فيه (١/ ٨): "ومَن كان مِنْ مشايخ الطبراني في (الميزان) نبهت إلى ضعفه، ومن لم يكن في (الميزان) ألحقتُه بالثقات الذين بعده". وذلك منهم استرواحًا إلى استيعابِ (الميزان)، واطمئنانًا إلى عظيم إحاطته!!
لكن جَاء بعد الذهبي من ذيل على كتابه (الميزان)، من أمثال الحافظ أبي الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي (ت ٨٠٦ هـ)، الذي صنّف (ذيل ميزان الاعتدال).
ثم انتهى الأمر إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ)، فضمّ (ذيل الميزان) لشيخه العراقي إلى أصله (الميزان)، مع زيادات كثيرات وتحريرات مفيدات، في كتابه الجليل (لسان الميزان).
إلا أن الحافظَ ابنَ حجر حَذَفَ من (اللسان) كُلَّ مَنْ تُكُلِّمَ فيه من رجال كتابه (تهذيب التهذيب) مِنْ رجال أصحاب الكُتُبِ الستة؛ لأنه لم يَرَ إعادةَ تراجمهم في (اللسان) بعد أن كان قد بَسَطَها في (التهذيب).
1 / 9
وقد أتقن الحافظُ تأليفَ (اللسان)، ووفَّرَ له غايةَ جُهْدِه وتحريرِه؛ حتى ذكر السخاويُّ في الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر (١٥١ / ب) -ونقلته بواسطة كتاب: ابن حجر العسقلاني لشاكر محمود عبد المنعم (١/ ١٦٢) - عن شيخه الحافظ ابن حجر اعتزازَه بـ (اللسان)، في قول ابن حجر: "لستُ راضيًا عن شيء من تصانيفي؛ لأني عملتُها في ابتداءِ الأمْرِ، ثم لم يتهيّأ لي تحريرُها؛ سوى (شرح البخاري) و(مقدمته)، و(المشتبه)، و(التهذيب)، و(لسان الميزان)؛ ولو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ لم أتقيّد بالذهبي، ولجعلتُه كتابًا مُبْتَكرًا".
وبعد تلك الجُهود المتتابعةِ من علماء الأمّة عَبْر القرون، في محاولةِ حَصْرِ الضعفاء والمتكلَّم فيهم، وبعد ضَمِّ الإِمام الذهبي لتلك الجهود بعضِها إلى بعضٍ مع إضافاته العظيمة، مَرَّةً بعد مرَّة، إلى أن صنّف كتابه العظيم (الميزان)، وبعد (ذيله) للحافظ العراقي؛ بعد هذا كلِّه جاء الحافظُ ابن حجر -جامعًا عِلْمَه وجُهْدَه- ليُتَمِّم هذا البناءَ الشامخ، الذي تَنَاوبَ علي بنائه أئمةُ السُّنَّة ونُقَّادُ الحديث!! فما ظنُّك -بَعْدُ- بهذا البناء؟!!
ولئن كان الاسترواحُ بكتاب الذهبي والاطمئنانُ إلى استيعابه قد بلغ ذلك المبلغ المذكور آنفًا عن الإِمام الهيثمي وغيره، فما ظنك بالأمر بعد (لسان الميزان)؟!!
1 / 10
ولقد كنتُ أظن أن (اللسان) قد قطع لسانَ من أراد الزيادة عليه، وأنه لم يترك لمن بعده فيه مقالًا؛ وكنتُ أسمع نحو ذلك من أهل العلم وطلبته. حتى مَنَّ اللهُ تعالى عليّ بمشروع عظيم، أعيش معه من سنواتٍ طويلاتٍ، تزيد على عشر سنوات.
فكان من ثمرات هذا المشروع ما أُقدمه اليوم لأهل العلم وطلبته، وهي سبعٌ وثلاثون ومائتا ترجمةٍ على شرط (لسان الميزان) (١)، قد فاتت الحافظ ابن حجر أن يذكرها فيه.
وقد كنت خلال تلك السنوات وأثناء عملي في مشروعي المنوَّهِ به ألتقطُ تلك التراجم من بطون الكتب، ومن مناجم العلم، ومعادن السُّنن، ترجمةً ترجمةً، حتى بلغ العقد سبعًا وثلاثين ومائتي خرزة. وهو عددٌ كبير، مِنْ مناجمَ ما كان يُظَنُّ إلا أنها قد اسْتُنْفِدَتْ، ومعادنَ قد تَوَارَدَ عليه المُنَقِّبون حتى ما عاد يُحْسَبُ إلا أنهم قد أفقروها.
ثم إني خشيتُ ضياعَ ذلك الجُهْد، بموتٍ أو فَقْد؛ فسارعتُ إلى تأليف ذلك النظم، لأُزيّنَ به جِيدَ العلم. وإلا فإني ما زلتُ على مشروعي، ولا أشك أن بابَ الاستدراك والزيادة لم يزل مُشْرَعًا؛
_________
(١) وقد اعتمدت في مراجعة (لسان الميزان) الطبعة القديمة: المطبوعة بمجلس دائرة المعارف النظامية بالهند (سنة ١٣٢٩ هـ). ثم دققت التراجم ومراجحتها على الطبعة الحديثة التي بتحقيق خليل محمَّد العربي وغيره، المطبوعة بمطبعة الفاروق الحديثة.
1 / 11
لمن تعوَّدَ الوُلُوجَ من ثُقُوب الإبر، والتَّنْقِيبَ في رَمْل عالج؛ فكما سبق عن الذهبي: "هذا شيءٌ لا سبيل إلى استيعابه".
فهذا جُهدُ سنوات، وثمرةٌ من ثمار سهر الليالي، أُقدِّمُه لأُمّتي؛ عسى اللهُ تعالى أن يُثيب عليه صاحبَه والمنتفعَ به إلى قيام الساعة .. آمين.
ثم الحمد لله عودًا على بَدْء، حمدًا يُتِمُّ تعالى نَقْصَه بفضله، وينيله القَبولَ بعفوه، ويوازي به نِعَمَه برحمته وجُوده، ويزيدُني به آلاءً، يُتبع بها مني حمدًا جديدًا على مُتَجَدِّدِ إنعامه؛ فلا يزالُ الحَمْدُ يوفِّقني إلى الحمد، والآلاء تَرْدُفُها الآلاء؛ إلى أن ألقاك ربي وأنت عليَّ راضً، ولحمديَ شاكر، ولذنبيَ غافر، ولمعاصيَّ ساتر .. يا أرحم الراحمين!!
وصلِّ اللهم على عبدك ورسولك محمَّد، وعلى آله وأصحابه والتابعين، وسَلِّم تسليمًا كثيرًا.
وكتب
الشَّريف حاتم بن عارفٍ العوني
بمكة المكرمة / ص ب ١٠٧٦٨
في ليلة الثلاثاء ١٣/ ٦ / ١٤١٨ هـ
1 / 12
أسماء المُتَكَلَّم فيهم
1 / 13
[١] إبراهيم بن أبي بكرة:
روى عن: أبان بن أبي عيّاش.
وروى عنه: مُنَبِّه بن عثمان الدمشقي، وصدقة بن عبد الله السمين.
قال عنه الخطيب في تالي تلخيص المتشابه (٢/ ٥٢٣ رقم ٣٤١): "غير مشهور".
[٢] إبراهيم بن بكير:
روى عن: الحسن بن محمَّد الخراساني.
وروى عنه: محمَّد بن حزم.
قال ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس (١/ ٤١ رقم ١٧): "مجهول ما أعرفه".
[٣] إبراهيم بن حبيب بن سَلَّام المكّي:
روى عن: محمَّد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُدَيْك.
وروى عنه: أحمد بن الحُسين بن أبي الحسن الأنصاري الأصبهاني الكُلَنْكِي، وأبو بكر محمَّد بن أحمد بن خالد البُوْرَاني القاضي، وأبو بكر محمَّد بن يعقوب بن أبي يعقوب إسحاق الأصبهاني.
1 / 15
روى الثلاثةُ السابقون (من الرواة عنه)، عنه، عن ابن أبي فُدَيْك، عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله ﵁، عن النبي ﷺ أنه قال: "النظرُ إلى الخُضرة يزيدُ في البصر، والنظر إلى المَرْأَة الحَسْناء يزيد في البصر".
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدّثين بأصبهان (٣/ ٤٧٨ رقم ٦٣٧)، عن شيخه محمَّد بن يعقوب بن أبي يعقوب (ووثقه)، عنه.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٣/ ٢٠١ - ٢٠٢)، وفي الطب النبوي (٢٨ / أ - ب)؛ من طريق أحمد بن الحسين الكُلَنْكِي، وأبي بكر البوراني، عنه.
لكن سمّاه محمدُ بنُ يعقوب: إبراهيم بن سلام، فنسبه إلى جدّه.
قلت: والحديث موضوعٌ، في إسنادٍ ليس فيه إلا ثقة سوى إبراهيم ابن حبيب هذا. بل اتفق على روايته عنه ثلاثةٌ مِمّن يُحتجُّ بهم، يتابع بعضُهم بعضًا على سماع هذا الحديث المنكر من هذا الشيخ المنكر!
وقد حكم على الحديث بالوضع جماعةٌ من الأئمة، وخالفهم آخرون!!
فممن حكم عليه بالوضع: ابن الجوزي في الموضوعات (رقم ٣٣٧ - ٣٣٨)، والصاغاني في الموضوعات (رقم ٦٥)، وشيخ الإِسلام ابن تيمية (انظر روضة المحبين لابن القيم: ١٢٣، والأسرار المرفوعة
1 / 16
للملا علي القاري ٣٥٥ - ٣٥٦ رقم ٥٦١)، والذهبي في الميزان (٣/ ٦٢٧ رقم ٧٨٦)، وابن قيم الجوزية في المنار المنيف (٦١ - ٦٢ رقم ٩٧)، والشوكاني في الفوائد المجموعة (٢٠٠ رقم ٦٥٦، ٦٥٧)، والألباني في السلسلة الضعيفة (رقم ١٣٢ - ١٣٤).
ونازعهم في الحكم عليه بالوضع -دون الضعف- السيوطيُّ في اللآليء المصنوعة (١/ ١١٤ - ١١٦)، وتابعه ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة المرفوعة (١/ ٢٠٠ - ٢٠١)، والفَتَّنِي في تذكرة الموضوعات (١٦٢)، والملا علي القاري في الأسرار المرفوعة (رقم ٥٦١)، والعجلوني في كشف الخفاء (٢/ ٤١٠ - ٤١١ رقم٢٨١٠).
وانظر: المقاصد الحسنة للسخاوي (رقم ٣٥٨).
وحجّة المخالفين في الحكم عليه بالوضع، هي أن الحديث روي من طُرُقٍ ليس في بعضها من اتُّهِمَ بالوضع صراحة، نحو الإسناد الذي مَعَنَا هُنا.
وهذه الحُجَّة خطأٌ منهجيٌّ وقع فيه السيوطي كثيرًا في تعقباته على ابن الجوزي في الموضوعات؛ حيث إن هذه الحجة غَفِلَتْ عن الخُطةِ التي سار نُقّادُ الحديث عليها في سَبْرِ أحاديثِ الرواةِ للحُكم عليهم من خلال ذلك. فإنّه إذا روى مَنْ لا يُعرف (في الإسناد المعروف رواته بالثقة سواه) حديثًا شديدَ النكارة ظاهرَ الوضع، عرفناه هو بالوضع، وافتُضح عندنا بالكذب على النبي ﷺ.
1 / 17
وقد اتبع الإمامُ الذهبيُّ هذا المنهج نفسَه مع راوٍ آخر روى هذا الحديث نفسَه، فأورده الذهبي في الميزان (٣/ ٦٢٧ رقم ٧٨٦٣)، لروايته هذا الحديثَ فقط، مقدمًا ترجمته بقوله: "أتى بخبر باطل".
وبمثل هذه الخُطَّةِ استحقَّ إبراهيمُ بن حبيب أن يُذكر في الرواة المتكلَّم فيهم، بل في الرواة المتهمين.
ومما قد يُشير إلى أنه معروفٌ بالضعف عند نُقّادِ الحديث: أن السهميَّ في سؤالاته (رقم ١٠٦، ١١٠) سأل الدارقطني عن محمَّد ابن أحمد بن خالد البوراني [الراوي عن إبراهيم بن حبيب]، فقال الدارقطني: "لا بأس به، لكنه يحدّث عن شيوخ ضعفاء".
ولهذا الراوي حديثٌ منكرٌ آخر، بإسناد منكرٍ أيضًا.
فأخرج أبو نعيم الأصبهاني في ذكر أخبار أصبهان (٢/ ٢٣٩ - ٢٤٠) عن شيخه أبي الشيخ الأصبهاني، عن محمَّد بن يعقوب بن أبي يعقوب، عن إبراهيم بن سلام المكي (نسبه إلى جده)، عن ابن أبي فُديك، عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال النبي ﷺ: "ليس للفاسقِ غيبة".
وهذا الحديث إنما اشتُهِر مرفوعًا من حديث بَهْز بن حكيم عن أبيه عن جده، ولا يصحُّ عن بَهْزٍ. حتى قال العُقَيلي في الضعفاء (١/ ٢٠٢):
1 / 18
"ليس له من حديث بهز أصل، ولا من حديث غيره، ولا يتابع عليه".
وانظر المجروحين لابن حبان (١/ ٢٢٠)، وتعليقات الدارقطني على المجروحين (٦٨ رقم ٤٤)، وشعب الإيمان للبيهقي (٧/ ١٠٩ رقم ٩٦٦٥، ٩٦٦٦)، والعلل المتناهية لابن الجوزي (رقم ١٣٠)، والمقاصد الحسنة للسخاوي (رقم٩٢١).
فماذا نقول بعد هذا في راوٍ عرَّفَنا على نفسه برواية الموضوعات؟!!
تنبيه:
وفي لسان الميزان (١/ ٦٤): إبراهيم بن سلام يروي عن الدراوردي ويروي عنه ابن صاعد، لكن لم أجد ما يدل على أنه هو إبراهيم بن حبيب بن سلام.
[٤] إبراهيم بن حيّان الكوفي:
روى عن: عبد الله بن الحسين العلوي [كذا في المصدر،
وأحسبه عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب].
وروى عنه: المطلب بن زياد الكوفي.
1 / 19
قال عنه الخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٢٢٥ رقم ٣٥٣): "في عداد المجهولين".
قلت: وفي اللسان "إبراهيم بن حيان الكوفي الأسدي، نزيل واسط. ذكره الطوسي في رجال الشيعة". هذا كل ما في (اللسان). فيُحتمل أن يكون هو الذي ذكره الخطيب، ويحتمل أن يكون غيره؛ ولذلك استدركته.
[٥] إبراهيم بن شعيب بن مِيْثَم الأسدي، التمّار، الكوفي:
روى عن: جعفر بن محمَّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالصادق.
ذكره أبو جعفر محمَّد بن الحسن بن علي الطوسي في رجال الشيعة المسمى (اختيار معرفة الرجال) وقال عنه: (٤٧٠ - ٤٧١): "كان واقفيًّا".
والواقفة عند الإماميّة الاثني عشرية هم الذين يقفون في الإمامة عند الإِمام السابع عندهم، وهو موسى الكاظم، ولا يرون إمامة بقيَّة أئمتهم المعصومين بزعمهم!!
وقال عنه الخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٢١٨ رقم ٣٤٢): "من شيوخ الشيعة".
1 / 20
وقد ذكر الحافظُ في (اللسان) أخاه إسماعيل، ولم يذكر فيه إلا أن الطوسي أورده في رجال الشيعة؛ وإبراهيم أخوه في نسبه وجَرْحَتِه.
[٦] إبراهيم بن عميرة [أو عمير] الكوفي:
روى عن: عبد الله بن عمر ﵁، وشريح بن الحارث القاضي.
وروى عنه: إدريس بن يزيد الأودي.
قال ابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ١٨٥): "حدثنا وكيع، قال: حدثنا إدريس الأودي، عن إبراهيم بن عميرة، قال: سمعت ابن عمر يقول في الرهن: يترادّانِ الفضل".
ذكره ابن حبان في ثقات التابعين (٤/ ١٤)، وفي ثقات أتباع التابعين (٦/ ٩). وسمّاه في التابعين: (إبراهيم بن عمير) وذكر روايته عن ابن عمر، وسمّاه في أتباع التابعين: (إبراهيم بن عميرة) وذكر روايته عن شريح.
وقال ابن حزم في المحلى (٨/ ٩٨): "مجهول".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٤٣٦): "هو مجهول".
1 / 21
[٧] إبراهيم بن فرّوخ مولى عمر بن الخطاب ﵁:
روى عن: أبيه فروخ مولى عمر ﵁.
وروى عنه: علي بن يزيد الصُّدَائي.
قال أبو حاتم -كما في العلل لابنه (١/ ١٦٢ رقم ٤٥٩) -: "مجهول".
[٨] أثوب بن عتبة:
روى عن: النبي ﷺ. أنه قال: "الدِّيكُ الأبيضُ صديقي".
وروى عنه: جابر بن مالك.
أورده ابن قانع في معجم الصحابة (رقم٥٥).
فقال الخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٤٦٤ رقم ٧٧٤): "أحد المجهولين. ذكره عبد الباقي بن قانع في جُملة الصحابة، وأورد له حديثًا منكرًا لا يصح إسناده".
[٩] أحمد بن ساكن:
روى عن: أبيه، عن نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر، أن رسول الله ﷺ قال: "اتقوا أبواب السلاطين، فإن عليها فتنًا مثل
1 / 22