.. وبادر فى قول الحق واحذر ... قضاء لازما موتا وحشرا
ودع عنك العلو تكون عبدا ... قنوعا صالحا سرا وجهرا
ولا تركن إلى الدنيا وشمر ... لما يدعي لدي الرحمن ذخرا
فلا يغني مقال الخلق عني ... هو المغني لما أرهقت عسرا
فحسبي عفو ربي عند تركي ... وحسبي كتبة الباقين عذرا ...
وعن الحسين بن مالك عن الإمام أنه قال وقع بين المنصور وامرأته مشاجرة
~~فاختارت الإمام ليكون حكما فدعاه المنصور وجلست امرأته وراء الستر فقال
~~المنصور كم يحل للرجل من الحراير قال أربع قال ومن الإماء قال ما شاء بلا
~~عدد قال هل يجوز لأحد خلاف فى ذلك قال لا قال الخليفة اسمعي ما قال قالت
~~سمعت قال الإمام يا أمير المؤمنين إنما تحل الأربع لمن عدل فمن لم يعدل أو
~~خاف أن لا يعدل فلا تحل إلا واحدة قال الله تعالى {فإن خفتم ألا تعدلوا
~~فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} الآية فسكت الخليفة وقام أبو حنيفة فلما بلغ
~~الإمام منزله بعثت الحرة إليه بخمسين ألف درهم وبجارية حسناء معها وبمركب
~~شكرا لما صنع فجاء الخادم بكل ذلك إليه فلم يقبل منه شيأ وقال ما أردت بهذا
~~الكلام تقربا إلى أحد ولا إلتماسا للبر من المخلوق ولم يمس منه شيئا ولم
~~ينظر إليه حتى رفع من بين يديه
وعن العسكري أنه لما جيئ به إلى المنصور أمر له بعشرة آلاف درهم على يد
~~حسن بن قحطبة فلما أحس أنه يؤتي بمال جعل لا يكلم أحدا فحمل إليه المال
~~فقيل إنه ما تكلم اليوم فقال الحمالون ما نصنع بالمال فوضعوه فى زاوية من
~~البيت فلما مات كان ابنه حماد غائبا فقدم فذهب بالمال إلى ابن قحطبة وكان
~~ذلك المال لم يحرك من مكانه فقال هذه وديعتك كانت فى زاوية البيت فخذها
~~فنظر إليه الحسن وقال
صفحہ 491