كأنجم يوسف عددًا ولكن ... برؤيا هذه برح الخفاء
خطوب خاطبتهم من دواه ... يموت الحزم فيها والدهاء
تراءت بالكواكب وهي ظهر ... وآذن فيه بالشمس العشاء
[فهل نظري تخفى أو بصدري ... وضاق البحر عنها والفضاء]
وكلهم كيوسف إذ فداه ... من القتل التغرب والجلاء
وإن سجن حواه فكم حواهم ... سجون الفلك والقفر القواء
نقائذ فتنة وخلوف ذل ... ألذ من البقاء به الفناء
وإن أقوت مغاني العز منهم ... فكم عمرت بهم بيد خلاء
وإن ضاقت بهم أرض فأرض ... فما بكت لمثلهم السماء
[شموس غالها ذعر وبين ... فهن لكل ضحية هباء]
وكم لبسوا من النعمى برودًا ... جلاها عن جسومهم الجلاء
وكم عسفوا إليه لج بحرٍ ... تلاقى الماء فيه والسماء
[فما ظفروا بمثلك نجم سعدٍ ... به لهم إلى الأمل انتهاء]
ولكن عدلوا منه حسابًا ... له فيما دعوك له قضاء
كما زجروا من اسم أبيك فألًا ... فردت فيه قبل الزاي راء وله من أخرى:
فما تجاوزت قرن الموت معتسفًا ... إلا وقرني رخيم الدل بارعه