265

ذخیرہ

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

ایڈیٹر

إحسان عباس

ناشر

الدار العربية للكتاب

پبلشر کا مقام

ليبيا - تونس

لسيبويه فيه عمل، ولا للفراهيدي إليه طريق، ولا للبيان عليه سمة. إنما لكنة أعجمية يؤدون بها المعاني تأدية المجوس والنبط. فصاح: إنا لله، ذهبت العرب وكلامها! ارمهم يا هذا بسجع الكهان، فعسى أن ينفعك عندهم، [ويطير لك ذكرًا فيهم، وما أراك مع ذلك إلا ثقيل الوطأة عليهم، كريه المجيء إليهم]، فقال الشيخ الذي إلى جانبه، وقد علمت أنه صاحب عبد الحميد، ونفسي مرتقبة إلى ما يكون منه: لا يغرنك منه أبا عيينة ما تكلف لك من المماثلة، إن السجع لطبعه، وإن ما أسمعك كلفة، ولو امتد به طلق الكلام، وجرت أفراسه في ميدان البيان، لصلى كودنه، وكل برثنه. وما أراه إلا من اللكن الذين ذكر، وإلا فما للفصاحة لا تهدر، وللأعرابية لا تومض - فقلت في نفسي: طبع عبد الحميد ومساقه ورب الكعبة؛ فقلت له: لقد عجلت أبا هبيرة - وقد كان زهير عرفني بكنيته - إن قوسك لنبع، وإن ماء سهمك لسم، أحمارًا رميت أم إنسانًا، وقعقعة طلبت أم بيانًا - وأبيك إن البيان لصعب، وإنك منه لفي عباءة تتكشف عنها أستاه معانيك، تكشف است العنز عن ذنبها. الزمان دفء لا قر، والكلام عراقي لا شامي. إني لأرى من دم اليربوع بكفيك، وألمح من كشى الضب على ما ضغيك. فتبسم إليّ وقال: أهكذا يا أطيلس، تركب لكل نهجه، وتعج إليه عجه - فقلت: الذئب

1 / 269