187

ذخیرہ

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

ایڈیٹر

إحسان عباس

ناشر

الدار العربية للكتاب

پبلشر کا مقام

ليبيا - تونس

منه البلاد والأنام؛ ثم قام مقامه، واستظل أعلامه، وأمر برأسه فرفع على بعضها وسير به أمامه، والناس يظنون أن بلقين، قد قتل بعض أتباعه الممتحنين، فهم يتساءلون عمن قتل، ويرجمون الظن فيما فعل، حتى طلعت الشمس، وارتفع اللبس؛ فأمر برفع مضاربه، وحشر زعماء ذويه وأقاربه، فقال: أنتم تعلمون أن بلقين قتل أختي، وفجعتي بأكرم حرمتي؛ وإنما شفيت صدري، وأخذت بوتري، لا أني حدثت نفسي بسلطانكم، ولا رأيتني أهلًا للدخول في شيء من شانكم. فردوا عليه جميلًا، ورأوا إمهاله قليلًا، وظنوا أنه لم يجسر على ما فعل إلا وله أشياع، وأهمه ما هو فيه؛ وأمر لحينه بخزائن بلقين فأنهبها ذؤبان العرب وصقورة زناتة، فاستخلص بذلك غيوبهم، وأمال إليه قلوبهم، ورحل تحت ليلته يطوي المراحل، ويعتسف المجاهل، فسبق الأخبار إلى القلعة فوطئ الحريم، وتملك الظاعن والمقيم.
@فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي عامر أحمد بن عبد الملك
@ابن شهيد؛ وسياقة جملة وافرة من نظمه ونثره
قال ابن بسام: وكان أبو عامر شيخ الحضرة العظمى وفتاها، ومبدأ

1 / 191