بسم الله الرحمن الرحيم، رب، يسر، يا كريم.
الحمد لله، وبه المستعان، على كل ما عز وهان.
وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، صلاة باقية إلى يوم الدين.
وبعد، فأسأل الله مبتهلا إليه مادا يدي له أن يتبع أيام المقر المخدوم بأخواتها الباقيات الصالحات والزيادات الغامرات، ليكون كل دهر يستقبله وأمل يستأنفه، موفيا على المتقدم له قاصرا عن المتأخر عنه، ويؤتيه من العمر أطوله وأبعده ومن العيش أعذبه وأرغده، عزيزا منصورا محميا موفورا، باسطا يده فلا يقبضها إلا على نواصي {أعداء} وحساد، ساميا طرفه فلا يغضه إلا على لذة غمض ورقاد، مستريحة ركابه فلا يعملها إلا لآستضافة عز وملك، {حائزة} قداحه فلا يجيلها إلا لحيازة مال حتى ينال أقصى ما تتوجه اليه أمنية جامحة، وتسموا إليه همة طامحة.
وقد استفاض أن العزم الشريف قد {قوى} على الحج والتحلى بالعج والثج. وجرت العادة بإلطاف العبيد السادة، فتأملت حال الأتباع الذين يجب عليهم الهدايا في مثل هذه الحركة، فاردت التأسى بهم، ورأيتني أن اهديت نفسي فهي في ملك المقر المخدوم، وأن اهديت مالي فهو منه، وأن اهديت مودتي وشكري فهما خالصين له غير مشتركين. وكرهت أن أخلي هذا العزم من سنته وأكون من المقصرين، أو أدعى في ملكي ما يفي بحق المقر المخدوم فأكون من الكاذبين [الكامل]
صفحہ 180