Defending the Sunnah - University of Madinah (Bachelor's)
الدفاع عن السنة - جامعة المدينة (بكالوريوس)
ناشر
جامعة المدينة العالمية
اصناف
دلالتها ليست إلا عن طريق اللزوم والتتبع؛ يعني: يلزم من حفظ القرآن حفظ السنة، والسنة تتبع القرآن، فكما حُفظ القرآن تُحفظ السنة، وهذا الدليل قد يعترض عليه البعض، إلا أن آيات سورة القيامة التي قرأناها نصّ صريح في حفظ الله ﵎ للسنة بطريق الأصالة والاستقلال، وليس عن طريق اللزوم أو الدلالة الالتزامية.
دلالة الآيات على ذلك من وجوه:
أن بيان القرآن الكريم على الله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ الله ﷿ تكفل ببيان القرآن كيف؟ أوكل إلى نبيه ﷺ هذه المهمة، كما في سورة النحل: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ (النحل: ٤٤) يترتب على ذلك أن الله ﵎ أوحى ببيانِ القرآن الكريم للنبي ﷺ كما أوحى له بالقرآن الكريم ذاته، الله ﷿ قال: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ يعني: نحن الذين سنبين القرآن الكريم ثم في سورة النحل في أكثر من آية أوكل الله مهمة بيان القرآن للنبي ﷺ.
إذن، كما أوحى الله ﵎ بالقرآن للنبي ﷺ أوحى أيضًا ببيان القرآن للنبي ﷺ وهي السنة المطهرة، وكون السنة المطهرة وحيًّا من عند الله ﵎ هذا أمر ثابت بالأدلة، يترتب على أن الله ﷿ أوحى بالسنة كما أوحى بالقرآن للنبي ﷺ على أن هناك وحيًّا متلوًّا وهو القرآن الكريم، ووحيًّا غير متلو وهو السنة المطهرة، وما دامت السنة وحيًّا من عند الله ﵎ وهي بيان للقرآن الكريم، فإن الله قد حفظ القرآن الكريم وحفظ بيانه، حفظ القرآن الكريم وحفظ السنة، وإلا كيف نفرق بينهما مع أن كليهما وحي من عند الله ﵎ ومع أن الله هو الذي تكفل ببيان القرآن على لسان نبيه ﷺ!!
1 / 181