جيش الناكثين في البصرة
ولما بلغ جيش طلحة والزبير وعائشة البصرة وكان واليها عثمان بن حنيف الذي عينه أمير المؤمنين عليه السلام أرسل إليهم عثمان بن حنيف فقيهين من فقهاء البصرة وقضاتها ( وهما الصحابي عمران بن الحصين الخزاعي وأبو الأسود الدؤلي )، فسألاهم عما أقدمهم إلى البصرة، فقالوا: جئنا لنطلب بدم عثمان، ونريد أن نعيد الأمر شورى(9)! فقالا لهم: أولم تبايعوا أمير المؤمنين عليا عليه السلام ؟! قالوا: بايعنا عليا والسيف على أعناقنا(10). ثم عاد الرجلان إلى البصرة دون نتيجة تذكر.
ثم إن عثمان بن حنيف استشار أصحابه، وأمر الناس أن يأخذوا أسلحتهم فيجتمعوا في المسجد، ثم خطبهم فأشار إلى فضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام، ثم قال: ولقد بايعه هذان الرجلان وما يريدان الله... وقد زعما أنهما بايعاه مستكرهين، فإن كانا استكرها قبل بيعتهما كانا رجلين من عرض قريش لهما أن يقولا ولا يأمرا. ألا وإن الهدى ما كانت عليه العامة، والعامة على بيعة علي عليه السلام، فما ترون أيها الناس ؟ فقام حكيم بن جبل العبدي(11) فقال: نرى إن دخلا علينا قاتلناهما، وإن وقفا تلقيناهما. والله ما أبالي أن أقاتلهما وحدي وإن كنت أحب الحياة، وما أخشى في طريق الحق وحشة ولا غيرة ولا غشا ولا سوء منقلب إلى بعث، وإنها لدعوة قتيلها شهيد، وحيها فائز، والتعجيل إلى الله قبل الأجر خير من التأخير في الدنيا، وهذه ربيعة معك(12).
وأرسل طلحة والزبير اللذان نكثا بيعة أمير المؤمنين عليه السلام إلى كبار أهل البصرة، وفيهم: المنذر بن ربيعة ( رئيس ربيعة )، وكعب بن سور ( رئيس اليمانيين في البصرة )، والأحنف بن قيس ( رئيس المضريين في البصرة )، وسألاهم أن يعينوهما على الأخذ بثأر عثمان، فلم يستجيب لهم منهم أحد (13).
صفحہ 67