دور القبائل اليمانية في حرب الجمل
مساعير الحرب
لما يئس طلحة والزبير وهما من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله من ولاية البصرة والكوفة بعد أن بويع أمير المؤمنين عليه السلام(1)، وسمعا بنبأ مخالفة عائشة لأمير المؤمنين عليه السلام في مكة، قدما على علي عليه السلام فاستأذناه في الذهاب إلى العمرة فأذن لهما، ثم قال لأصحابه: والله ما يريدان العمرة، بل يريدان الغدرة(2).
ثم إن طلحة والزبير سارا إلى مكة فذهبا إلى عائشة وحرضاها على التمرد على أمير المؤمنين علي عليه السلام(3)، فأرسلت عائشة إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله تسألها أن تخرج معها، فنصحتها أم سلمة وحذرتها من التمرد على أمير المؤمنيبن عليه السلام وأخبرتها بأن عليا عليه السلام هو ولي كل مسلم ومسلمة، ثم ذكرتها بقول رسول الله صلى الله عليه وآله: علي خليفتي في حياتي وبعد موتي، فمن خالفه خالفني ( من عصاه عصاني )(4)، فاستقر رأيها على عدم الخروج. ثم عاد طلحة والزبير إلى تحريضها وإثارتها حتى خرجت معهما(5)، فتوجهوا إلى البصرة ومعهما طائفة من بني أمية، فيهم: سعيد بن العاص، والوليد بن عقبة، ومروان بن الحكم، وعبدالله بن عامر، ويعلى بن منبه (6).
وأمدهم يعلى بن منبه والي عثمان على اليمن بأربعمائة ألف درهم ومقدار من السلاح، وأعطى عائشة بعيرا يقال له « عسكر »، وأمدهم عبدالله بن عامر والي عثمان على البصرة بألف ألف درهم ومائة ناقة(7)، وبلغ عدد من التحق بهم من مكة والمدينة 700 نفر، ثم التحق بهم آخرون في طريقهم إلى البصرة، حتى تناهى عددهم إلى 3000 نفر(8).
صفحہ 66