2 أن بيعته عليه السلام كانت بطلب من الناس أنفسهم، وأن عموم الناس بادروا إلى بيعته وشاركوا فيها.
3 أن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام كانت مقرونة بحماس الناس وسرورهم، فقد ابتهج بها الصغير، وهدج إليها الكبير، وتحامل نحوها العليل، وحسرت إليها الكعاب على حد تعبير أمير المؤمنين عليه السلام.
4 أن كلا اليمانيين والنزاريين اشتركوا في بيعته عليه السلام، وإذا استثنينا بني هاشم فسيكون عدد من بايع أمير المؤمنين عليه السلام من المهاجرين والأنصار والتابعين ( 17 ) نفر من نزار و( 40 ) نفر من اليمن.
وهذا الرقم يشير إلى أن اليمانيين الذين شهدوا الظلم والتفرقة والجور في عصر عثمان، كانوا يتشوقون إلى بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وحكومته العادلة، وقد نهض رجال منهم خلال البيعة فتحدثوا عن فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، ومنهم مالك بن الحارث الأشتر الذي قال: أيها الناس: هذا وصي الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، العظيم البلاء، الحسن الغناء، الذي شهد له كتاب الله بالإيمان، ورسوله بجنة الرضوان، من كملت فيه الفضائل، ولم يشك في سابقته وعلمه وفضله الأواخر ولا الأوائل(13).
ومنهم ثابت بن قيس الشماس الخزرجي الذي قام فقال:
والله يا أمير المؤمنين لئن كانوا تقدموك في الولاية فما تقدموك في الدين، ولئن كانوا سبقوك بالأمس فقد لحقتهم اليوم، ولقد كانوا وكنت لا يخفى موضعك، ولا يجهل مكانك، يحتاجون إليك فيما لا يعلمون، وما احتجت إلى أحد مع علمك(14).
صفحہ 57