ومع أن البعض يعد هذه الحادثة بداية تبلور التشيع، إلا أن الأخبار الكثيرة التي نقلها علماء المسلمين تؤكد على أن النبي صلى الله عليه وآله كان له الدور الكبير في بلورة التشيع في أثناء حياته الشريفة، فقد رووا وأكثروا أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: يا علي؛ أنت وشعيتك خير البرية (61)؛ وأنه قال له: يا علي، أنت وأتباعك في الجنة(62)؛ وقال له: يا علي، أنت وشيعتك تردون علي الحوض وردا(63)؛ وقال له: يا علي، أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء مرويين مبيضة وجوههم، وإن عدوك يردون على الحوض ظماء مقمحين(64).
ورووا عن النبي صلى الله عليه وآله وصايا كثيرة تحث المسلمين على اتباع الإمام علي عليه السلام وموالاته، أشهرها ( حديث الغدير ) المتواتر المشهور، يوم أخذ له البيعة على الجموع الغفيرة من الحجاج القافلين من بيت الله الحرام، حين نزل عليه قوله تعالى « يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس »(65)، فأخذ صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه(66).
ومنها أنه صلى الله عليه وآله أثبت لعلي عليه السلام ولاية مقرونة بولاية الله وولاية رسوله، وكان صلوات الله عليه وآله لا يفتأ يذكر المسلمين بمناقب أمير المؤمنين عليه السلام ويحذرهم من أن يبغضوه أو يقولوا في شأنه ما لا يليق، حتى قال لهم إن من حارب عليا فقد حارب رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن حارب رسول الله صلى الله عليه وآله فقد حارب الله تعالى.
صفحہ 31