لقد دخل معظم القبائل اليمانية في الإسلام طواعية، وكان انتشار الإسلام بين صفوف أفرادها سريعا، إلا أن انجذاب القبائل اليمانية إلى الإسلام واعتناقها إياه وعملها بأحكامه يحتاج إلى دراسة أعمق.
ويظهر من وفود القبائل اليمانية التي توافدت على المدينة المنورة وأعلنت إسلامها، ومن الرسائل والكتب التي كتبها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رؤساء القبائل اليمانية يأمرهم فيها بالعمل بحدود الإسلام وأحكامه، أن الإسلام كان قد دخل اليمن بسرعة وتأصل بين قبائلها.
ومن خلال مناقشة المصادر الإسلامية المتقدمة التي تعرضت لأمر دخول الإسلام إلى اليمن وانتشاره فيها نصل إلى القناعات التالية:
أن وفود القبائل كانت تقدم على المدينة المنورة عن رضى وطواعية، وكان رجال تلك الوفود ورؤساؤها يعلنون إسلامهم. وكان بعض تلك الوفود يقصد المدينة بهدف اللقاء برسول الله صلى الله عليه وآله وإعلان وفائهم له واطلاعه على إسلام قبائلهم. وقد أسلم على هذا النحو سبع قبائل على الأقل، حيث حمل بعض هذه الوفود صدقات قبائلهم. ومن الجلي أن دفع الصدقات من الشواهد على الالتزام العملي بالإسلام وأحكامه.
2. أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلجأ إلى القوة في نشر الإسلام في منطقة اليمن، عدا حالات ثلاث تختص بثلاث مجموعات صغيرة في بعض المناطق المهمة.
3. أن إرسال مبلغين من أمثال معاذ بن جبل وعمرو بن حزام الأنصاري لتعليم القرآن وبيان الأحكام الإسلامية كان مؤثرا في تعميق الإسلام وانتشاره في تلك المناطق.
4. أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يوصي رؤساء القبائل اليمانية في رسائله وكتبه بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والعمل بأحكام الإسلام.
صفحہ 26