قبيلة خزاعة تسكن هذه القبيلة في مر الظهران، وقد استطاع أفراد هذه القبيلة بالتعاون مع بني بكر بن كنانة القضاء على سلطة « جرهم » في مكة، فحكموا مكة وآلت أمور البيت الحرام في أيديهم. ثم تمكن قصي بن كلاب بمعونة قريش وكنانة وقضاعة من إخراج خزاعة عن مكة، واستعاد حكم مكة وتولي أمور الكعبة. وكانت روابط خزاعة وبني هاشم في زمن عبدالمطلب تتسم بالمسالمة، وتحالف الاثنان ليكونا يدا على من يبغيهما الغوائل، وبلغت العلاقة بينهما حدا بحيث تزوج عبدالمطلب فيهم.(37)
إسلام خزاعة
توثقت أواصر التعاون بين خزاعة ورسول الله صلى الله عليه وآله بعد هجرته إلى المدينة، فكان مسلمو خزاعة ومشركوها يكنون للنبي صلى الله عليه وآله مشاعر الحب، وكانوا يطلعونه على ما يستجد من الأخبار في مكة وتهامة، وصاروا يعدون من محبيه ومؤيديه(38).
وقد قدم معبد بن أبي معبد الخزاعي بعد انكسار المسلمين في حرب أحد فالتقى برسول الله صلى الله عليه وآله وأظهر له حزنه العميق لما لقيه المسلمون. ثم عاد معبد فالتقى في الروحاء بأبي سفيان وكان أبو سفيان يفكر في الهجوم على المدينة مجددا فحذره من مغبة هذا العمل وخوفه عواقبه الوخيمة وصرفه عن عزمه(39).
واستمر تعاون خزاعة مع رسول الله صلى الله عليه وآله حتى حلت السنة الخامسة للهجرة، ففكرت قريش في تجهيز جيش لغزو المدينة، فقدم إلى المدينة رجال من فرسان خزاعة فأخبروا النبي صلى الله عليه وآله بنوايا قريش(40)، وعند عقد صلح الحديبية أعلن بنو خزاعة تحالفهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله (41)، وتوثقت أواصر التعاون بين خزاعة ورسول الله صلى الله عليه وآله يوما بعد يوم، ولما هجا أنس بن زنيم الديلي رسول الله صلى الله عليه وآله حمل عليه شاب من خزاعة وانجر الأمر إلى نشوب حرب بين خزاعة وبني بكر.
صفحہ 15