51

ڈیوڈ کوپرفیلڈ

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

اصناف

قال ستيرفورث، في غرور بمركزه الاجتماعي، وازدراء للسيد ميل: «أنا لا أشغل نفسي بك مطلقا، وأنا لست مخطئا في هذا، في الحقيقة.»

واصل السيد ميل كلامه، وشفته ترتعش بشدة: «وعندما تستغل ما تتمتع به من محاباة في معاملتك لتهين سيدا ...»

صاح ستيرفورث: «أهين ماذا؟ أين هو هذا السيد؟»

وهنا صاح شخص ما: «عار عليك يا جيه. ستيرفورث! هذا سيئ جدا!» وقد كان ترادلز.

قال السيد ميل وشفتاه تزدادان ارتعاشا: «... لتهين شخصا ليس له حظ في الحياة، يا سيدي، ولم يسئ لك قط أدنى إساءة، فإنك بهذا ترتكب فعلا دنيئا حقيرا. تستطيع أن تجلس أو أن تقف كما تحب يا سيد كوبرفيلد، هيا.»

قال ستيرفورث وهو يتقدم نحوه داخل الحجرة: «أيها الصغير كوبرفيلد، توقف قليلا. اسمع يا سيد ميل، فهذا كلام نهائي. عندما تجترئ على نعتي بالدنيء أو الحقير، أو أي شيء من هذا القبيل، فإنك بهذا تكون شحاذا وقحا. إنك شحاذ على الدوام، كما تعلم؛ لكنك عندما تفعل هذا، فأنت شحاذ وقح.»

فجأة بدا كل من في المدرسة وكأنهم قد تحولوا إلى تماثيل؛ حيث وجدوا السيد كريكل في وسطهم، وتنجاي إلى جواره، والسيدة والآنسة كريكل تنظران من الباب، وكأنما كانتا خائفتين. وضع السيد ميل مرفقيه على مكتبه، ووجهه بين يديه، وجلس صامتا تماما لبعض الوقت.

قال السيد كريكل وهو يهزه من ذراعه: «سيد ميل، أرجو ألا تكون قد نسيت نفسك.»

أجاب المدرس، وهو يرفع يديه عن وجهه، ويفركهما ببعض من شدة ما يشعر به من الاضطراب: «كلا يا سيدي، كلا. كلا يا سيدي، كلا. أنا لم أنس نفسي. ليتك تذكرتني قبل هذا بقليل يا سيد كريكل. كان هذا ... كان هذا سيصبح أكثر لطفا يا سيدي، وأكثر عدلا يا سيدي. كان هذا سيصون لي شيئا ما يا سيدي.»

أخذ السيد كريكل يحد النظر إليه، ووضع يده على كتف تنجاي، ورفع رجليه على المقعد الطويل القريب منه، وجلس فوق المكتب؛ ثم التفت إلى ستيرفورث وقال: «والآن أيها السيد، حيث إنه لا يريد أن يتعطف ويخبرني، ما الأمر؟»

نامعلوم صفحہ