ڈیوڈ کوپرفیلڈ
ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون
اصناف
تساءل ديفيد قائلا: «إنه ليس هذا، أليس كذلك؟ هذا شيء شبيه بسفينة.» لأنه لم ير أي منزل على الإطلاق - لا شيء سوى مركب بضائع أسود اللون، لم يكن بعيدا جدا، وهو جاف وثابت على اليابسة، ويخرج منه أنبوب معدني يقوم مقام مدخنة، ينبعث منه الدخان بانسيابية شديدة.
قال هام: «إنه هو يا سيد ديفي.»
أخذ ديفيد يشهق ابتهاجا بالفكرة الرومانسية التي جعلتهم يعيشون في مكان كهذا. حيث يوجد هناك باب مبهج صنعت فتحته في جانب المركب، وهو مسقوف، ويحتوي على نوافذ صغيرة؛ لكن الجميل المدهش فيه أنه كان مركبا حقيقيا وقد نزل من دون شك إلى الماء مئات المرات قبل ذلك، ولم يكن مصمما مطلقا للعيش فيه على اليابسة.
كان المركب نظيفا بصورة مبهجة من الداخل، وفي غاية الترتيب. حيث توجد منضدة، وساعة هولندية، وخزانة ذات أدراج وضعت فوقها صينية شاي، وهي مسنودة بإحدى نسخ الكتاب المقدس كي لا تسقط، مع بعض الفناجين وصحون الفناجين وإبريق شاي حول الكتاب. كما توجد صناديق للجلوس عليها بدلا من الكراسي، ويتدلى من دعائم السقف بعض الخطاطيف التي راح ديفيد يتساءل فيم كانت تستخدم.
وقد رحبت بهم امرأة مهذبة للغاية ترتدي مريلة بيضاء، وبنت صغيرة جميلة ترتدي عقدا من خرز أزرق اللون، ولم تسمح لديفيد بأن يقبلها، وإنما جرت بعيدا واختبأت.
وبعد ذلك فتحت بيجوتي بابا صغيرا لترشد ديفيد إلى غرفة نومه. وهي تقع في مؤخرة المركب؛ وقد وجدها ألطف غرفة نوم صغيرة رأتها عينه على الإطلاق، وبها نافذة صغيرة في المكان الذي كانت توضع فيه الدفة؛ ومرآة صغيرة، تناسب طول قامة ديفيد تماما، وهي مثبتة على الحائط، ومحاطة بإطار من أصداف المحار؛ وبها كذلك سرير صغير يستطيع المرء بالكاد أن يدخله من ضيق المساحة المتاحة لذلك؛ كما كان في الغرفة باقة زهر من العشب البحري في كوب أزرق اللون على المنضدة.
ثم تناولوا أسماك الداب الصغيرة المفلطحة المسلوقة على الغداء، مع زبد مصهور، وبطاطس، وشريحة لحم من أجل ديفيد؛ وما إن انتهوا من تناول الغداء حتى دخل عليهم رجل كثير الشعر ذو وجه لطيف للغاية، وقدموه لديفيد باسم السيد بيجوتي؛ ربان البيت، وأخو السيدة بيجوتي.
قال السيد بيجوتي: «سررت برؤيتك يا سيدي، سوف تجد أننا خشنو الطبع يا سيدي، لكننا متأهبون للمساعدة.»
شكره ديفيد، وقال إنه متأكد أنه سيكون سعيدا في مثل هذا المكان المبهج.
سأله السيد بيجوتي: «كيف حال والدتك يا سيدي؟ هل تركتها سعيدة بدرجة كبيرة؟»
نامعلوم صفحہ