درج الدرر في تفسير الآي والسور
درج الدرر في تفسير الآي والسور
تحقیق کنندہ
(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)
ناشر
مجلة الحكمة
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
پبلشر کا مقام
بريطانيا
اصناف
(١) اللفظة المشهورة للاستعاذة هي: (أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم) وقد زيدت عليها ألفاظ صحيحة، ويجمعها حديث أبي سعيد الخدري ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام من الليل واستفتح صلاته وكبَّرَ قال: "سبحانك اللهم وبحمدك ... " ثم يقول: "أعوذ بالله السميع العلم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" [أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣/ ٥٠) من حديث أبي سعيد الخدري ﷺ]. وهذه الزيادة صحيحة أثبتها الحافظ ابن حجر العسقلاني كما في "تلخيص الحبير" ص ٨٦ - ٨٧؛ وصححها العلاَّمة الألباني ﵀ كما في "إرواء الغليل" (٢/ ٥٣). وقد أمر الله ﷿ بالاستعاذة عند القراءة لكتاب الله فقال ﷿: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨)﴾ [النحل: ٩٨] ولا يأْثم تاركها عند جمهور أهل العلم. ومن فضائل الاستعاذة: أولًا: أنها تدفع الوسوسة، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠)﴾ [الأعراف: ٢٠٠،فصلت:٣٦]. ثانيًا: أنها تُذهب الغضب. ويدلّ لذلك ما رواه سليمان بن صُرَد ﵁ قال: استبَّ رجلان عند النبي ﷺ فغضب أحدهما فاشتدَّ غضبه حتى انتفخ وجهه وتغيَّر، فقال النبي ﷺ: "إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه الذي يجد"، فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي ﷺ وقال: "تعوذ بالله من الشيطان ... "الحديث [أخرجه البخاري في صحيحه- كتاب الأدب- باب ما ينهى عن السباب واللعن رقم ٦٠٤٨] و[مسلم في صحيحه- كتاب البر والصلة والآداب- باب فضل من يملك نفسه عند الغضب، رقم ٢٦١٠]. (٢) وقيل: الباء للملابسة، أي: المصاحبة والإلصاق، وكلها -أي الثلاثة - بمعنى واحد. وقد جاء على نحو هذا المعنى قوله تعالى: ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾ وقولهم: "بالرفاء والبنين"، وهذا المعنى- كما قال العلامة محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" (١/ ١٤٧): هو أكثر معاني الباء وأشهرها. ولذا قال سيبويه: الإلصاق لا يفارق الباء وإليه ترجع تصاريف معانيها. كما رجَّحَ الزمخشري في "الكشاف" ما رجحه سيبويه وقال: الملابسة أعرب وأحسن، أي أحسن من جعل الباء للآلة لما فيه من زيادة التبرك بملابسة جميع أجزاء الفعل لاسمه تعالى، ويرى السمين الحلبي "الدر المصون" (١/ ١٤) أنَّ الباء للاستعانة وأن المعنى: أقرأ مستعينًا بالله.
1 / 80