درج الدرر في تفسير الآي والسور

Abdul-Qahir al-Jurjani d. 471 AH
158

درج الدرر في تفسير الآي والسور

درج الدرر في تفسير الآي والسور

تحقیق کنندہ

(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)

ناشر

مجلة الحكمة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

پبلشر کا مقام

بريطانيا

اصناف

مواضعه. وإنما سُمي الصدقُ حقًّا والكذبُ باطلًا؛ لأن معنى الصدق: ما تحقق كونُهُ، ومعنى الكذب: ما عُدِمَ كونُهُ. وتحقيق الشيء: إثباته. وإبطالُهُ: نفيه. ﴿وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ﴾ معطوف على النهي مجزوم. وإن شئتَ جعلتَهُ منصوبًا على الصّرْف (١). والكتمان: الإخفاء ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ تحريفه وكتمانه. وقيل: تعلمون الذي بَشَّر به موسى وعيسى والنبيون من قبل. قال قتادةُ: تعلمون أن الإِسلامَ دينُ الله (٢). ﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ أعطوها إذا وجبت عليكم. والزكاة في اللغة: نُمو الخير زكا الزرعُ، إذا نما. وفي الشرع: عبارة عن جزءٍ معهود من النِّصابِ يُعتبرُ به الحلول. وإنما سمي زكاةً لأن الله تعالى يكثر وينمي ثوابَ مؤديها. وقيل: لوقوع التزكية بها (٣). قال الله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ (٤). ﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ أي: صلُّوا الصلوات الخمس مع محمَّدٍ وأصحابه في الجماعات. والركوع في اللغة: الانحناء (٥). وفي الشرع: انحناء معهودٍ في الصلاة.

(١) الأظهر بالنسبة للنصب أنه منصوب بإضْمَار "أَنْ" في جواب النهي بعد الواو التي تقتضي المعية، أي: لا تجمعوا بين لبس الحق بالباطل وكتمانه، ومنه قول الشاعر [ينسب للأخطل النصراني وقيل للمتوكل الكناني وقيل لأبي الأسود الدؤلي]: لاتَنْهَ عَنْ خلقٍ وتأتيَ مثله ... عارٌ عليك - إذا فَعَلْتَ - عظيمُ و"أنْ" المضمرة هذه في تأويل مصدر معطوفه على الاسم الذي قبلها، والتقدير: لا يكنْ منكم لَبْسُ الحقِّ بالباطلِ وكتمانه. وما ذهب إليه المؤلف بقوله: منصوبة على الصرف هو قول الكوفيين. (٢) ابن أبي حاتم (٤٦٠)، وعزاه صاحب الدر (١/ ٦٥) لعبد بن حميد ولم يعزه لابن أبي حاتم. (٣) في (أ): (قبله). (٤) سورة التوبة:١٠٣. (٥) ومنه قول لبيد بن ربيعة: أُخَبِّرُ أَخْبَارَ القُرونِ التي مَضَت ... أَدِبُّ كَأنِّي كُلَّما قمتُ راكعُ وقال ابن دريد: الركعة الهُوَّة في الأرض، لغة يمانية. وقيل: إنما خص الركوع بالذكر لأنَّ بني إسرائيل لم يكن في صلاتهم ركوع، وقيل: لأنه كان - أي الركوع - أثقل على القوم في الجاهلية حتى قيل إن عمران بن حصين عندما جاء ليسلم أمام النبي ﷺ اشترط على ألَّا يخرَّ إلاَّ قائمًا. فلمّا تمكّن الإسلام من قلبه امتثل ما أمر به من الركوع. [القرطبي ١/ ٢٣٤].

1 / 158