133

دقائق التفسير

دقائق التفسير

تحقیق کنندہ

د. محمد السيد الجليند

ناشر

مؤسسة علوم القرآن

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٠٤

پبلشر کا مقام

دمشق

بهَا والخليل يذكر تعريضاته الثَّلَاث الَّتِي سَمَّاهَا كذبا وَكَانَت تعريضا ومُوسَى يذكر قتل النَّفس
قيل هَذَا من كَمَال فَضلهمْ وخوفهم وعبوديتهم وتواضعهم فَإِن من فَوَائِد مَا يُتَاب مِنْهُ أَن يكمل عبودية العَبْد ويزيده خوفًا وخضوعا فيرفع الله بذلك دَرَجَته وَهَذَا الِامْتِنَاع مِمَّا يرفع الله بِهِ درجاتهم وَحِكْمَة الله تعلى فِي ذَلِك أَن تصير الشَّفَاعَة لمن غفر الله مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر
وَلِهَذَا كَانَ مِمَّن امْتنع وَلم يذكر ذَنبا الْمَسِيح وَإِبْرَاهِيم أفضل مِنْهُ وَقد ذكر ذَنبا وَلَكِن قَالَ الْمَسِيح لست هُنَاكُم اذْهَبُوا إِلَى عبد غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَتَأَخر الْمَسِيح عَن الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي خص بِهِ مُحَمَّد ﷺ هُوَ من فَضَائِل الْمَسِيح وَمِمَّا يقربهُ إِلَى الله صلوَات الله عَلَيْهِم أجميعن
فَعلم أَن تأخرهم عَن الشَّفَاعَة لم يكن لنَقص درجاتهم عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ بل لما علموه من عَظمَة الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي يَسْتَدْعِي من كَمَال مغْفرَة الله للْعَبد وَكَمَال عبودية العَبْد لله مَا اخْتصَّ بِهِ من غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَلِهَذَا قَالَ الْمَسِيح اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّد عبدا غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر فَإِنَّهُ إِذا غفر لَهُ مَا تَأَخّر لم يخف أَن يلام إِذا ذهب إِلَى ربه ليشفع وَإِن كن لم يشفع إِلَّا بعد الْإِذْن بل إِذا سجد وَحمد ربه بِمَحَامِد يفتحها عَلَيْهِ لم يكن يحسنها قبل ذَلِك فَيُقَال لَهُ أَي مُحَمَّد ارْفَعْ رَأسك وَقل يسمع وسل تعطه

2 / 121