ونحن نورد قول الشيخ أبي الربيع سليمان بن يخلف - رضي الله عنه - فيما لا يسع جهله ، قال في ( باب ما لا يسع الناس جهله : مما يجب على كل بالغ عند بلوغه وصحة عقله ، حرا كان أو عبدا ، ذكرا كان أو أنثى ، فعليهم معرفة إن الله واحد لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن ما جاء به حق من عند ربه ، وأن الله خالق لجميع الأشياء ، وأن له الملائكة والنبيين والرسل والكتب .
وعليهم معرفة جبريل بالقصد إليه وأنه رسول رب العالمين إلى محمد عليه السلام .
وعليهم معرفة محمد عليه السلام إنه رسول رب العالمين إلى الناس كافة والجن كافة ، وأنه خاتم النبيين .
وعليهم معرفة الأب الأكبر آدم عليه السلام باسمه ونبوته ورسالته إلى أولاده ، وأنه أول المرسلين ، وعليهم معرفة القرآن مقصودا إليه ومفروزا إليه من جملة الكتب .
وعليهم معرفة الجنة أنها ثواب لأهل طاعته على طاعتهم لربهم .
ومعرفة النار أنها عقاب لأهل معصيته على معصيتهم لربهم .
وعليهم معرفة الموت والبعث والحساب والعقاب .
وعليهم معرفة تحريم دماء المسلمين بتوحيدهم لربهم ومعرفتهم أياه وأفرادهم له .
ومعرفة تحليل دماء المشركين على شركهم لربهم ومساواتهم له بغيره .
وعليهم ولاية المسلمين جملة .
وعليهم أيضا أن يقصدوا بولايتهم إلى كل من لا يسعهم جهله ، مثل جبريل من الملائكة ومحمد وآدم من النبيين عليهم السلام .
وعليهم البراءة من الكافرين جملة .
وعليهم معرفة جملة النبيين أنهم من نسل آدم .
وعليهم فرز ما بين الكبائر وذلك أن يعرفوا أن الشرك مساواة الله بغيره ، وذلك أن يوصف بصفة غيره ، ويوصف غيره بصفته .
وعليهم معرفة أن الله أمر بطاعته ، ونهى عن معصيته ، وأنه مثيب على طاعته ، ومعاقب على معصيته ، وأن ثوابه لا يشبهه ثواب ، وعقابه لا يشبهه عقاب ، وأن الله موال لأوليائه ومعاد لأعدائه ) .
صفحہ 19